إطلاق أول صاروخ أرض ـ أرض من مدينة طرطوس


16

الصاروخان هما باكورة التدخلات الروسية المباشرة في الحرب السورية، وهي محاولة من الروس أن يجعلوا كل أطراف المعارضة السورية أهدافا شرعية لهم في هذه الحرب التي يحاولون فيها إنقاذ الأسد
أليمار لاذقاني: القدس العربي

شهد يوم الجمعة في 18 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، وفي تمام الساعة السادسة مساء انطلاق أول الصواريخ التي يوجهها النظام نحو مناطق المعارضة، وقد تبعه صاروخ آخر من المنطقة نفسها، ويرجح شهود عيان أن يكون الصاروخ قد انطلق من إحدى القواعد العسكرية الموجودة قرب مرفأ طرطوس العسكري والذي يعد قاعدة روسية قديمة، ولم يتسن لـ «القدس العربي» معرفة نوع الصاروخ لكن من المرجح ألا يكون «سكود» المعروف والذي اعتاد نظام الأسد على استخدامه ضد المدنيين، وحسب شهود عيان أيضا فإن الصاروخين اتجها شمالا، ومن المرجح أن يكونا قد سقطا في إدلب أو حلب، وعن سر استخدام النظام لهذه الورقة حاليا وتوريط مدينة طرطوس في الحرب الدائرة التقت «القدس العربي» بالناشط السياسي (بدر ع.) الذي يراقب مع الكثير من النشـطاء عن كثـب تحـركات الجيش والقوات الروسـية في طرطوس هذه الأيام، وقد رجـح أن يكون «هذان الصاروخان هما باكورة التدخلات الروسية المباشرة في الحرب السورية بعد تصريحات الأمريكان بالترحيب بمشاركتهم في الحرب ضد الإرهاب، وهي محاولة من الروس أن يجعلوا كل أطراف المعارضة السورية أهدافا شرعية لهم في هذه الحرب التي يحاولون فيها إنقاذ الأسد، بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها بحق أبناء الشعب السوري، كما يحاولون فيها فرض نظرياتهم على الأرض بتحويل جميع المعارضين لبشار الأسد إلى إرهابيين».
كما أدلى الناشط (همام ز.) بتصريح لـ «القدس العربي» قال فيه: «رفض أهالي طرطوس لزج مدينتهم بهذا الشكل في الحرب الدائرة، ورفضهم القاطع لمحاولة النظام وضعهم في الخانة المجرمة نفسها التي وضع نفسه فيها منذ اليوم الأول في ثورة الشعب السوري، ويقول: طرطوس مدينة استقبلت اللاجئين بكل رحابة صدر وقد قام الكثير من أهالي طرطوس بمساعدتهم وكان دور النظام سلبيا في هذا، فقد كان يعيق أي تحركات لإغاثة اللاجئين، وإن إطلاق صواريخ من المحافظة على أهلنا في الأرض السورية يعد من أقذر الأساليب التي تلطخ وجه هذه المدينة الآمنة».
ويضيف إن كانت باكورة النفوذ الروسي في الساحل السوري هي هذه الصواريخ، فقد حكم الروس على أنفسهم بأن يبقوا كائنا غريبا ينتدب الساحل، وقد يتحول أهل الساحل لكارهين للروس كما كرهوا الإيرانيين مع النظام من قبل.
ويذكر أن النظام لم يستخدم قواعده في إطلاق مثل هذه الصواريخ من قبل من مدينة طرطوس، وتبقى عدة احتمالات قائمة منها ما ذكرناها عن «تجارب» روسية، أو حتى هناك من رجح وقوع خطأ مـا أدى لانطـلاق الصـاروخـين بشـكل عبثي.

أخبار سوريا ميكرو سيريا