الاتحاد الأوروبي يتبنى موقفاً وسطاً لا يزعج روسيا


بروكسل ـ ميكروسيريا

اتخذ الاتحاد الأوروبي مؤخراً، موقف النأي بالنفس عن الجدل الدائر في الأروقة الدولية حول طبيعة الأهداف التي طالتها الضربات الجوية الروسية في سوريا، انطلاقاً من إقرار أولي بألا دور للاتحاد في هذه المسألة، بوصفه مؤسسة وليس طرفاً في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”.

وأكدت كاترين ري، المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني، على الطبيعة الإنسانية للدور الأوروبي في الصراع الدائر بسوريا، خاصة تجاه مساعدة ضحايا “داعش”.

ونقلت المتحدثة عن موغيريني أن المؤسسات الأوروبية تحاول التميز عن الدول الأعضاء عبر تبنيها موقفاً وسطاً، لا يزعج روسيا بالدرجة الأولى، حيث ترى أنه “حان الوقت لأن يقر العالم أجندة موحدة، فمن جهة محاربة “داعش” بشكل منسق، ومن جهة أخرى، إطلاق مرحلة انتقالية سياسية في سوريا وفق قرارات الأمم المتحدة”.

وأشارت ري إلى أن الاتحاد الأوروبي يعي منذ فترة ليست بالقصيرة، أن الحل في سوريا يمر عبر إشراك جميع الأطراف الفاعلة وذات النفوذ، بما في ذلك إيران والسعودية، وهما يقفان على طرفي نقيض من الصراع الدامي في سوريا”.

غير أن باربارة سالتاماريني البرلمانية الإيطالية طالبت حكومة بلادها أن تعلن عن الجهة التي تريد الوقوف إلى جانبها لمحاربة تنظيم “داعش”، بدلاً من أن تمارس لعبة الاختفاء.

وقالت النائبة من حزب رابطة الشمال سالتاماريني في مداخلة بمقر البرلمان الايطالي، إن “الأصولية الإسلامية قضية ذات اهتمام وطني، وعلى الحكومة أن تمتلك الوزن السياسي والسلطة اللازمين لوضع الولايات المتحدة وروسيا معاً لمحاربة قاطعي الرؤوس “داعش”.

وأضافت سالتاماريني أن ” الجهاز التنفيذي في حكومة بلادها، لا يمتلك أية إرادة سياسية لدعم جهود تلك القوات وتلك الدول، بما فيها روسيا، التي اتحدت اليوم في معركة لهزيمة عدو شامل مثل تنظيم “داعش”، حسب وصفها

وهاجمت سالتاماريني كل من رئيس الحكومة ماتيو رينزي وموغيريني، بقولها إن “الحكومة تفضل سياسة جلس القرفصاء للحصول على بعض المناصب، كما هو الحال بالنسبة للسيدة موغيريني، أو الحصول على مقعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث ينبغي على أية حال فهم القضايا التي يجب الذهاب للدفاع عنها”.

ويذكر أن موغيريني رفضت في وقت سابق، مطالبات برلمانية وجهت لها لإطلاق مبادرة أوروبية خاصة لقيادة أي حل قادم للصراع السوري.