المعضمية تتلقى إنذارا  (الاستسلام  أو  الاقتحام) أيها تختار؟!


Unbenannt

سعاد خبية:

لاهدنة جديدة في المعضمية وأمام المدنيين المحاصرين داخلها وكذلك الفصائل العسكرية خيارين لاثالث لهما ” الاستسلام للنظام دون شروط أو الاقتحام والحرب المفتوحة والحصار الخانق حتى الموت تلك كان ذلك انذارالنظام للمدينة أمس، اختار أن يرسله عبر موفد إعلامي يدعى  “رفيق لطف”،  إنذار موجه بشكل مباشر إلى لجنة المصالحة عقب خروجها من اجتماع مطول هو الثاني مع ممثل النظام .

اختار النظام هذه المرة مراسلاً اعلامياً لإحدى القنوات،  جرى الاجتماع خلال ساعات النهار فوق جسر المعضمية الذي يسيطر عليه النظام، وقد تناول فيه ممثلو الفصائل والمجلس المحلي في المعضمية  تهديدات النظام  وواقع المدينة  ومسألة الحصار ، ولكن مالبث أن عاد الموفد بعد انتهاء الاجتماع  لمقابلتهم مرة أخرى وهو يحمل رسالة لسكان المعضمية مفادها إما أن تستلموا دون شروط وإما أن تصبح المدينة أمام حرب مفتوحة وحصار شامل وبأنه وعلى لسان النظام لن يكون هناك لاحقا أي مبادرات مقبلة تفضي إلى فتح الطريق وبالتالي وبحسب المشهد الراهن الحكم على 45 ألف مدني بالهلاك جوعاً وقصفاً .

لليوم الثاني عشر على التوالي لايزال المعبر الوحيد نحو المعضمية  مغلق في وجه 45 الف مدني لا يسمح لهم بالدخول أوالخروج كما لا يسمح لهم بإدخال أي مواد غذائية أو إنسانية وذلك عقب انتهاء الهدنة التي كانت قد ابرمتها المدينة قبل أكثر من عام  مع النظام ، كان هذا الاجتماع الثاني الذي يجمع ممثلين عن الفصائل العسكرية والمجلس المحلي تحت اسم لجنة المصالحة بعد اجتماع سابق جمع بينهم وبين ممثلين عن النظام في مقر الفرقة الرابعة  في السابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2015  لم يتمخض حينها عن نتائج مفيدة ، وقد اظهر فيه النظام بحسب مصادر من داخل المعضمية تعنتا كبيرا تجاه المدينة التي لايقدم كخيار لها سوى العودة لسيطرته دون شروط .

وفي توضيحه حول شروط النظام الحالية يقول محمود أبو قيس – عضو المكتب الاعلامي في لواء الفتح المبين إحدى الفصائل العسكرية الموجودة داخل المعضمية – لايوجد أي عرض للهدنة بل تهديد ووعيد وحول ردنا فإلى الآن الامور غامضة جدا ، وسيكون رد القادة العسكريين النهائي غدا ، وأوضح أبو قيس بأن عرضا سابقا وصل مدينتي داريا والمعضمية بشكل شفيهي من قبل فريق الامم المتحدة  حول هدنة كهدنة حي الوعر في حمص عبر ممثليهم في دمشق – خولة مطر والجنرال شكيب – ولكنه كان ضمن شروط مجحفة جدا وكان الرد بالرفض بحسب المصدر .

توتر كبير يشعر به المدنيون الذين يتعرضون للقصف والموت داخل المعضمية جراء التطورات الأخيرة والمستمرة منذ بدء القصف على أجزاء من المدينة قبل شهرين فاقمه  هذا الانذار الذي قطع إي امكانية للحل في الوقت الراهن والذي من الممكن أن يترجم إلى قصف وغارات جوية وبراميل متفجرة وحصار وموت كما يفعل النظام بباقي المناطق في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي على جرائم النظام وداعميه الميدانين من روس وايرانيين ، كما يرى – محمود ابو قيس الذي يقول – بأنه في الحقيقة  النظام يضعهم أمام خيار واحد وحيد فقط وليس اثنين وهو خيار الحرب المفتوحة ولا رد سيكون لهم غدا بحسب هذا الواقع كما يرى سوى الحرب ، يصف المتحدث الإعلامي الامر بأنه معقد جدا وبأن الخيار صعب للغاية فكل الخيارات خاسرة وخاصة عندما يكون خمسة وأربعين ألف روح هم عِداد أهالي المعضمية المحاصرين فيها اليوم أمام من سيتخذ القرار .

الواقع الإنساني في المدينة سيء جدا الآن ولمّا يبدأ تنفيذ وعيّد النظام بالحصار الخانق  بعد ، ولكنه ومنذ شهرين لايسمح لأي من الأهالي بالخروج في ظل وجود أعداد كبيرة ممن يعانون أمراض مزمنة وهم بحاجة ماسة للعلاج خارج المدينة وما يزيد معاناتهم لتصبح كارثية منع دخول الأدوية وافتقادها نتيجة الحصار والتضييق السابق  وعدم السماح بدخول المستلزمات الطبية فضلاً عن الأعداد الكبيرة من الإصابات التي خلفها القصف والمعارك والتي مازالت في تزايد.

وعن الامكانات المتوفرة في المعضمية في حال تمت محاصرتها كسائر المناطق السورية الأخرى يشير أبو قيس   إلى أنه وخلال فترة الهدنة السابقة كان النظام يُدخل إليها المواد الغذائية والأدوية بالقطارة وبالحد الأدنى بحيث لايتمكن الأهالي من الادخار أو التخزين “اليوم لا يوجد شيء لدينا، ولا يوجد طريق، ولا أي ممر لإدخال اي شيء، الوضع المعاشي  سيئ جدا ، والطبي كذلك الأمر، الخدمات متوقفة لا ماء ، ولا كهرباء ولا اتصالات، لا غاز ولا محروقات ولا مواد غذائية مخزّنة، الأهالي يعيشون كل يوم بيومه “.

عشرون شهيداً وأكثر من مئة مصاب بحسب مصادر طبية داخل المدينة سقطوا جراء القصف الذي تتعرض له الجهة الجنوبية من  المدينة منذ انتهاء الهدنة مع النظام ، اشتباكات في الجهة الجنوبية ومحاولات اقتحام مستمرة وقصف جنوني بهدف فصل داريا عن المعضية بشكل كامل لخلق فرصة خنق الطرفين لاحقا ،عشرات البراميل المتفجرة  التي تلقتها المنطقة إضافة إلى استخدام غاز الكلور وصواريخ ( أبو شخرة ) وصواريخ (أرض أرض) والعشرات من قذائف الهاون وقذائف جهنم بالإضافة إلى تمشيط المنطقة بعربات الشليكا وقذائف الدبابات كانت من نصيب  هذا الجزء من المدينة خلال الأيام والأسابيع الأخيرة فيما تسيطر حالة من الهلع على المدنيين  وهم وقود هذا الجحيم الذين لاحول لهم ولاقوة ولا رأي في استمرار هذه الحرب التي ينذرهم بها ويشنها عليهم نظام الأسد دون رادع.

أخبار سوريا ميكرو سيريا