جماعة الاخوان المسلمين: خطوات على طريق النبذ العربي


28

الاتحاد برس – منتصر عبد الرحيم

لم يكن البيان الذي صدر عن جماعة الاخوان المسلمين اليوم محض صدفة أو خطأ حدث فجأة، وإنما ما هو معروف أن لجماعة الاخوان المسلمين صلات وعلاقات جيدة مع النظام الإيراني منذ عقود مضت.

بيان جماعة الاخوان المسلمين اليوم بخصوص الأزمة الدبلوماسية الحاصلة بين المملكة العربية السعودية وايران، بعد الاعتداءات الإيرانية على السفارة السعودية في طهران والقنصليات التابعة لها في مدن أخرى، حمل في طياته الكثير من العداء غير المعلن لحكومة المملكة، إذ أن عدم إدانة ايران والاعتداءات التي قام بها إيرانيون على أماكن تتواجد فيها بعثات دبلوماسية سعودية بحد ذاته يعتبر تعاطفاً ملحوظاً مع ايران ضد المملكة.

فما جاء بالبيان وهذا مقتطف منه: “في لحظة تاريخية فارقة يتداخل فيها الشرعي والإنساني وحق السيادة مع دول الجوار ولحمة الدين الواحد مع رابطة ما يعلنون أنهم أبناء أمة القبلة التي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومع وطأة التحديات وزلزلة النوازل التي تشحن النفوس بعوامل الجفاء بدلاً من مشاعر الصفاء والنيران المشتعلة على الأرض التي تأكل أواصر وعرى الأخوة الإيمانية، فإننا في جماعة الإخوان المسلمين نوقن أن فريضة الوقت تقديم العمل لصالح الدين السامي والهوية واستقرار الأوطان على كل ما عداه” يشكل وصمة في تاريخ الجماعة، وكان الاحرى ببيان كهذا أن ينوه إلى التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون مختلف الدول العربية.

لقد واجه التدخل الإيراني في الدول العربية مؤخراً صمتاً سعودياً اعتقدت إيران أنه نوع من العجز أو اللامبالاة بالحالة العربية، فحاولت الحكومة الإيرانية التطاول عبر التدخل في شؤون المملكة العربية السعودية، بعد اعدام رجل الدين الشيعي “نمر النمر” متناسية أن هذا الامر شأن سعودي تماماً وأن من حكم بالإعدام مواطن سعودي وليس إيرانيا قط.

بدت الجماعة في بيانها هذا وكأنها دولة صاحبة موقف من أزمة دولية حاصلة، بل بدا على الجماعة أنها تتهيأ للقيام بدور الوسيط بين الدولتين، في حين أن انخراط فرع الجماعة السوري في المعركة ضد النظام يفرض على الجماعة ككل مواقف واضحة ضد الإيرانيين، وهي التي لم تظهر ولم نلحظها من لا من الجماعة في مصر ولا منها في سورية، وبالمقارنة مع الضربات الجوية التي تنفذها روسيا في سورية واعتماد الجماعة مصطلح “العدو الروسي” تجاهها، فإننا من المفروض أن نلقى هجوماً مماثلاً على الأقل ضد إيران، والتي ذبح عناصر ميليشياتها أطفال سورية بالسكاكين منذ بدايات الحراك الشعبي السوري، والتي بدأت منذ ذلك الوقت بدعم النظام السوري ورأسه بشار الأسد دعماً غير محدود بالاموال والسلاح والعناصر البشرية، أليست إيران هي العدو الحقيقي الأول؟ فهل وصفتها الجماعة بــ العدو من قبل؟

تخسر جماعة الاخوان المسلمين الحكومات العربية شيئاً فشيئاً فبعد خسارتها لعلاقتها مع دولة الامارات نتيجة الممارسات التي تسلكها الجماعة ورجالاتها، وبعد التحفظ البريطاني تجاه تقديم الجماعة الدعم – ولو المعنوي – لبعض الجماعات الأصولية، اقتربت جماعة الاخوان المسلمين من خسارة المملكة العربية السعودية والتي لا تقبل بأي تواطئ او مجاملة في المواقف التي تحتاج إلى قوة وبأس وحنكة سياسية، وخسارة المملكة يدرك قادة الجماعة أنها ستكون خسارة لكل دول الخليج، فهل سيرتمون بعدها في الحضن الإيراني غير آبهين.