من يخطف الفتيات في دمشق ؟

بعد إفراغ دمشق من الشباب إثر القرارات المتتالية التي أصدرها نظام الأسد لسحبهم إلى الخدمة الاحتياطية في جيشه، انتشرت ظاهرة اختطاف الفتيات في العاصمة، حيث سجلت أمس الثلاثاء حادثة اختطاف جديدة لفتاة من حي الميدان الدمشقي الواقع تحت سيطرة قوات الأسد، والميليشيات الإيرانية. تقول الناشطة الإعلامية ماريا الشامي : “حواجز النظام المنتشرة داخل أحياء دمشق لم تكن يوماً لحماية المدنيين كما يدعي النظام وإعلامه، بل هي لابتزاز الأهالي وإذلالهم، فبعد أن هجروا شباب دمشق أو اعتقلوهم أو زجوا بهم على جبهات القتال الأمامية للخلاص منهم، يسهلون حالياَ للشبيحة من مناطق “عش الورور والمزة 86? عمليات خطف ممنهجة لفتيات المدينة”.
تقول فتاة مقيمة في دمشق: “حالياً اعتكف داخل المنزل مع والدتي، وأخوتي الصغار جراء التحرش الذي أتعرض له من قبل عناصر حاجز النظام أمام وزارة النفط في العدوي، وتركت الدوام في جامعتي، حيث بت أخشى أن يتم اختطافي ليس من قبلهم بل من قبل الشبيحة المتعاونين معهم، وأقل الضرائب التي من الممكن أن أدفعها هي طلب فدية من أهلي، هؤلاء همجيون ووحوش ولا شرف لهم”.
وقبل فترة، تعرضت ثلاث فتيات من طالبات إحدى مدارس حي البرامكة للخطف أثناء توجههن لمدارسهن بالقرب من ملعب تشرين، وحالتا خطف سبقت هذه الحادثة بعدة أيام، فيما لا يزال مصير المخطوفات مجهولاً إلى اليوم. بدوره، ذكر مكتب دمشق الإعلامي حدوث ثلاثة حالات اختطاف لفتيات في اكتوبر الماضي بحي الميدان الدمشقي، وتحديداً في المنطقة الواقعة بالقرب من جامع منجك في الجزماتية. يقول شهود عيان: من يقومون بعمليات الخطف يستقلون سيارات ذات دفع رباعي، لا تحمل لوحات رقمية، وتعود لشبيحة منطقتي عش الورور، والمزة 86. وحذر نشطاء من صعود الفتيات لسيارات الأجرة (التكسي) بمفردهن، كما حذروا الأهالي من إرسال الفتيات بمفردهن إلى المدارس والجامعات. وقال مكتب دمشق الإعلامي: “إن المتجول في مدينة دمشق اليوم لن يراوده أي شك بأن ميليشيات الخطف تتبع لقوات الأسد بالدرجة الأولى في مدينة تعج بمئات الحواجز الأمنية، وبالفعل فقد أكد لنا بعض الأهالي أن عناصر قوات الحرس الجمهوري، وقوى الدفاع الوطني الشعبي، أو ميليشيات الدفاع الوطني، هي وراء عمليات الخطف التي تجري في دمشق، وبعلم أجهزة النظام الأمنية”.
يؤكد أحد الناشطين من دمشق أن عمليات الاختطاف تتم بتسهيل من حواجز قوات الأسد، ويقول :”حالات الاختطاف غالباً ما تكون بمساعدة وتسهيل من عناصر قوات الأسد، ويكون هدفها مادياً، حيث يطلب من أهالي المختطف دفع فدية مقابل الإفراج عن المخطوف، وهذا ما حدث فعلاً مع عدة شبان من حي الميدان في العام الماضي”.
وكانت تنسيقيات دمشق أصدرت تحذيراً في الأسبوع الماضي نبهت فيه الأهالي بسبب كثرة عمليات الخطف، وحذرت من خروج الفتيات في سيارات الأجرة الخاصة بعد غروب الشمس، وقالت في التحذير: أن تنظيمات تابعة لقوات الأسد تقوم باختطاف الحرائر، ومساومة الناس على أعراضهم، وشرفهم مقابل مبالغ مالية وغايات دنيئة، وذلك على مرأى من نظام الأسد، وفروعه الأمنية.