رئيس شرطة داعش تونسي !

يعيش تنظيم الدولة الاسلامية حالياً , سباقاً مع الوقت لبناء منظومته الحاكمة وفرض كامل سيطرته العسكرية والدينية والإدارية والإجتماعية والاقتصادية على المناطق الواقعة تحت حكمه , ويضع التنظيم في رأس أولوياته الحالة الامنية في المنطقة خوفاً من وقوع طارئ يبعثر أوراقه ويقلب عليه الطاولة من جديد , لذلك يركز التنظيم وبشكل كبير على النواحي الأمنية ,في مناطق سيطرته .

 ولأجل ذلك , أنشأ التنظيم جهازاً أمنياً اخراً , أطلق عليه اسم ( الشرطة الاسلامية ) , إلى جانب جهاز الحسبة سيء الصيت , ليكون قبضة أخرى يشدد بها الخناق على الأهالي ويضرب بها من تسول له نفسه التفكير في الوقوف في وجه طموحات التنظيم ودولته الوليدة .

وقد عين التنظيم شخصاً تونسي الجنسية من قاداته رئيساً لجهاز الشرطة , التي تضم في صفوفها الكثير من الأجانب والمحليين السوريين , من أصحاب السوابق والأخلاق السيئة , الذين كانوا قد سارعوا في وقت سابق , إلى إطالة لحالهم و مبايعة التنظيم عندما احتل المدينة .

ومع القبضة الأمنية الشديدة التي فرضها الجهاز الجديد , أصبح انعدام الأمان السمة الأساسية لأحياء مدينة ديرالزور , فانتشرت سرقة المحلات التجارية والدراجات النارية وخصوصاً في أوقات الصلاة , حيث تنتشر دوريات التنظيم وحدها في شوارع المدينة لتجبر الأهالي على الدخول الى المساجد واعتقال من يخالف هذا الامر , ويعد أن تخلوا الشوارع لهم , يبدأون بالنهب والسرقات والاعتقالات كما يحلوا لهم .

ويتعرض أغلب الذين يتم اعتقالهم فمن قبل جهاز الشرطة الاسلامية لأصناف مختلفة من التعذيب , من ضرب وجلد , ضمن ظروف إنسانية سيئة جداً داخل معتقلاتهم .  

ومن الجدير بالذكر أن معظم الذين يعملون في جهاز الشرطة من العناصر المحليين , يتعاملون مع الأهالي بصيغة الانتقام والتجبر , فالويل لمن كان له مشكلة مع أحد عناصر الشرطة , في جهاز تأسس على الواسطة والمحسوبيات , وتلفيق الاتهامات بناءً على الحسابات الشخصية بين عناصر الشرطة والأهالي , فمن اتهامهم بالتدخين الى اتهامهم بتضييع الصلاة الى التآمر على الدولة الإسلامية وغير ذلك من التهم .

ومن الممارسات التي باتت شائعة جداً , لدى عناصر جهاز الشرطة , مداهمة المحلات التي تبيع ( الدخان ) ومصادرة ما فيها ومن ثم إعادة بيعه بأسعار عالية تصل الى ضعف سعره في خارج المدينة , بعد اعتقال أصحاب المحلات بتهمة المتاجرة بالدخان وتهريبه عبر سياراتهم .

فاليوم , بات مشهد سيارات الشرطة وسيارات الحسبة , وشعور الأهالي تجاههما , يشبه مشهد سيارات النظام وما كانت تمارسه من إرهاب وإعتقالات تعسفية , قبل و بعد قيام الثورة .

ومن الممارسات الأخرى التي اشتهر بها جهاز الشرطة , بعد تشكيله بوقت قصير , استيلائه على إحدى المشافي التي كانت مغلقة في المدينة , وتحويلها إلى مقر وسجن دائم لهم , وحين حاول المسؤول عن المشفى رفع الأمر إلى جهات أعلى من قيادة التنظيم لاستعادة مشفاه , قام عناصر الشرطة بتهديده بشكل غير مباشر , مما أجبره على التراجع عن فكرة تقديم الشكوى ضدهم , وترك المشفى لهم فعاثوا فيه فسادا ً وسرقوا الكثير من محتوياته .

وتحتوي صفوف عناصر الشرطة على أطفال تتراوح أعمارهم بين ال11 وال15 سنة , ويتم  استخدامهم للحراسة وعلى الحواجز , نتيجة طاعتهم العمياء (بهذا العمر) ونزاقتهم مع الأهالي .

وقد انتشرت في الايام الماضية بعد تشكيل جهاز الشرطة , ظاهرة سرقة المحال التجارية في المدينة .

حيث سرق أكثر من 15 محل تجاري خلال الأيام القليلة الماضية , وغالب السرقات كانت تتم في أوقات الصلاة , حيث يجبر تنظيم الدولة الاسلامية أصحاب المحال على إغلاق محلاتهم لمدة 20 دقيقة ابتداءاً من  لحظة رفع الاذان .

وتنوعت المحال التي تعرضت للسرقة , بين البقاليات ومحال الموبايلات ومحال بيع الخضار , ومعظم المحال المسروقة كانت في شارع التكايا الذي يعتبر السوق الرئيسي في مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة التنظيم , والذي يضج دائماً بالحياة والأهالي .

ولتسهيل السرقات , تقوم دوريات تابعة للتنظيم باعتقال أي شخص يكون في الشارع وقت الصلاة بحجة تخلفه عن الجماعة .

ويتهم بعض أصحاب المحال المسروقة , عناصر من جهاز الشرطة التابع للتنظيم بسرقة محالهم, حيث كان لبعضهم سوابق في عمليات السلب والنهب , وحين دخل التنظيم أطلقوا لحاهم واأصبحوا عناصراً في أجهزته الامنية , 

ويرد عناصر الشرطة على هذه الاتهامات , باتهام بعض النساء المبرقعات بسرقة المحلات , بحجة أنهن الوحيدات القادرات على التجول في الشوارع بحرّية في أوقات الصلاة .

وبين الأخذ والرد وكيل الاتهامات , تستحيل الحياة في دير الزور تحت سلطة التنظيم , إلى جحيمٍ لا يطاق , يبشر بثورةٍ ستحرق كل من حولها .