قائد الجبهة الجنوبية : المقاتلين غير السوريين هم قوة احتلال

أكد أحد قادة الجبهة الجنوبية الرائد “أبو أسامة الجولاني” أن 35 ألف عنصر من 51 تشكيل وفصيل في المنطقة الجنوبية باتوا في جبهة عسكرية واحدة موحدة، أطلقت رؤية وخطة متكاملة للفترة  الانتقالية التي سوف تلي سقوط النظام. وقال “أبو اسامة" أن قيادة “الجبهة الجنوبية” تدعو إلى حماية جميع المواطنين السوريين، وممتلكاتهم الخاصة، دون تمييز في الدين أو الثقافة أو العراق أو الانتماء، كما تدعو للحفاظ على مؤسسات الدولة السورية بما في ذلك الوزارات والمؤسسات العسكرية، فضلاً عن ضمان سلامة البنية التحتية الاقتصادية والخدمية للدولة. وأشار أن هذا المشروع  الذي يضم 51 تشكلي وفصيل لا يضم فصائل أو تنظيمات إسلامية مثل جبهة النصرة، وقال أنه مشروع السوريين المعتدلين، وأنه اللون الأخضر الذي سوف يسود على اللون الأسود. وأوضح “أبو اسامة" أن التحضير والإعداد لهذا المشروع بدأ نظرياً منذ أكثر من سنة ونصف، وأن الفصائل والتشكيلات في الجبهة تتفق على وجوب الحل السياسي، وعلى ضرورة حماية أبناء الاقليات، وأن هدفها هو إسقاط النظام، والوصول إلى دولة العدالة، وليس الفتك بالسوريين أو تهديم سورية. وقال: نحن متفقون على اسقاط النظام ولكن لا نريد أن نسقط المؤسسات السورية، لأن المؤسسات السورية هي مؤسسات لكل السوريين، بما فيها الجيش ومعسكراته التي سوف نسعى للحفاظ عليها، وعلى كل مواطن سوري. وأردف “أبو اسامة" أن الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر تعتزم تحويل نفسها من مؤسسة عسكرية إلى قوة ودفاع مدني للمساهمة في تاسيس الشروط المناسبة لتحقيق انتقال سياسي في سوريا. وأن الاهداف الرئيسية لقوة الدفاع المدني تشمل حماية جميع المواطنين، والحفاظ على كافة مؤسسات الدولة، إضافة إلى تأمين البنية التحتية لتحقيق الازدهار الاقتصادي للبلاد. وأن القيادة المشتركة للجبهة الجنوبية تقوم في الوقت الراهن بتجهيز نفسها للحظة الانتقال، وهي ملزمة بتطبيق خطة مفصلة لليوم التالي لسقوط النظام من أجل حماية مدينة دمشق، مقر الحكومة، ومنع عمليات النهب وحفظ سلامة المواطنين، والموظفين الحكوميين، واستمرار المؤسسات الحكومية في أداء عملها على أتم وجه. أما في المرحلة الثانية، فإن الجبهة الجنوبية ستدعم إدارة انتقالية لتوجيه المرحلة الانتقالية، لخلق أرضية مناسبة تحضر للانتخابات. وخلال تلك المرحلة ستكون “الجبهة الجنوبية” قد تحولت إلى قوات الدفاع الوطني، تقدم الدعم للحكومة الانتقالية التي سيقودها التكنوقراط الذين ستنتهي ولايتهم حال إتمام المرحلة الانتقالية المؤقتة. وتضمت رؤية “الجبهة الجنوبية” للمرحلة الانتقالية وتعطيل الدستور الحالي فوراً، والعمل على استبداله بدستور عام1950م، كدستور مؤقت إلى حين صياغة دستور دائم للبلاد، والمصادقة عليه خلال استفتاء شعبي. وأضاف “أبو اسامة" أنه لا يجب إقصاء أي موظف حكومي على رأس عمله. ويجب أن تكون الإدارة الانتقالية متاحة لانضمام كبار الموظفين الحكوميين المنشقين الذين عادوا إلى البلاد للمشاركة في إعادة الإعمار. ونفى “أبو اسامة" أن يكون هناك حضور عسكري كبير لجبهة النصرة في المنطقة الجنوبية، وقال أن الإعلام قام بتضخيم تواجد جبهة النصرة في جنوب سوريا، وأن القوة الحقيقية في الجبهة الجنوبية، هي للجيش الحر، مؤكداً أن الجبهة الجنوبية تضم كافة الفصائل والتشكيلات المقاتلة في المنطقة الجنوبية بدون استثناء سوى التنظيمات الإسلامية. وقال: “نحن العسكريين تعهدنا بأنه لن يكون لنا أي دور سياسي  بعد المرحلة الانتقالية، وهذا عهد واتفاق وأننا سنقف إلى جانب الشعب في اختياره ، وأننا لسنا بدلاً عن  الائتلاف  أو أي تشكيل سياسي معارض، وأننا لا نرمي إلى إقصاء الائتلاف، بل هدفنا هو إيقاف المآسي، ونتعهد بعدم اغتصاب السلطة، أو عدم الوصول إلى السلطة”. وحول موضوع اللاجئين، قال :”انهم من أهم المواضيع التي تؤرقنا، وستكون هناك مشاريع لإعادتهم، إلى   إلى مناطقهم”. ودعا “أبو اسامة" في ختام كلامه جميع المقاتلين الغرباء إلى مغادرة سورية دون استثاء، وقال:” التنظيمات أو المليشيات التي تقاتل في سوريا هي تنظيمات محتلة”، وطالب كل من جاء إلى سوريا لمشروع غير سوري، أن يغادر سوريا وأن يترك شأن البلاد لأبنائها ولأهلها، فسورية للسوريين. وأصدرت قيادة الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر البيان رقم “4” في العاشر من شهر كانون الأول الجاري، والذي تضمن رؤية متكاملة ومفصلة للجبهة حول للمرحلة الانتقالية التي سوف تشهدها سوريا بعيد زوال النظام. وجاء في بيان “الجبهة الجنوبية” أنه لضمان الحيادية في المرحلة الانتقالية، ستقوم الإدارة الانتقالية بتوجيه نداء فوري إلى الأمم المتحدة من أجل تشكيل “مكتب المرحلة الانتقالية السورية” في دمشق، وتعيين مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة باسرع وقت ممكن. واعتبر البيان أن إنشاء هذا المكتب حاجة ملحة لتقديم المشورة للإدارة الانتقالية، وتنسيق المساعدات الخارجية، وتحديد الاحتياجات الرئيسية للعملية الانتقالية. وكانت “الجبهة الجنوبية” في الجيش السوري الحر أطلقت وعداً لإنهاء عهد الدكتاتورية وتحقيق آمال السوريين في الحرية والكرامة والمساواة، وتعهدت الجبهة في بيان سابق لها ، بحسم “معركة السوريين ضد نظام الطغيان ووضع حد للحرب التي دمرت بنانا التحتية ونسيجنا الاجتماعي بأسرع ما يمكن وبأكثر الطرق إنسانية، وتحرير كل مكوّنات شعبنا السوري من ربقة الطغيان، بغض الطرف عن الجنس أو العرق أو الدين”.   كما تعهدت بـ “الدفاع عن وحدة سوريا أرضا وشعبا وحماية حقوق السوريين وفقا للشرعة الدولية لحقوق الإنسان وتأمين وحماية الأملاك العامة والخاصة ومؤسسات الدولة السورية، لكي نحافظ على القيم والمبادئ التي انطلقت من أجلها ثورتنا”.