ميليشيات النظام السوري تغتال أشهر بائع مجوهرات «مسيحي» في ريف دمشق وتسرق ذهبه

ريف دمشق  سلامي محمد أقدم أربعة مسلحين ينتمون لـ «اللجان الشعبية» إحدى ميليشيات النظام السوري، على اقتحام مركز لبيع المجوهرات في مدينة جديدة عرطوز في غوطة دمشق الغربية، حيث قاموا بقتل صاحب المركز يوسف وهبة من أبناء الديانة المسيحية بمسدس كاتم للصوت. ويقول «أبو أحمد» أحد شهود العيان في حديث خاص: «شاهدنا سيارة دفع رباعي سوداء اللون، توجهت إلى محل الذهب والمجوهرات، بعد توقفها لمدة خمس دقائق تقريباً مع الحاجز المشترك للجيش السوري واللجان الشعبية، والذي لا يبعد عن المحل سوى مئة متر، في منطقة البلدية في مدينة جديدة عرطوز». ويتابع: «توقفت سيارة الدفع الرباعي أمام محل المجوهرات مباشرة، وترجل منها أربعة مقاتلين يرتدون لباس اللجان الشعبية، مدججين بالبنادق الآلية، ودخلوا محل الذهب في وضح النهار، لكننا لم نسمع صوت شجار أو عراك أو ما شابه». ويضيف شاهد العيان، أن العناصر المسلحين ظلوا داخل محل المجوهرات قرابة عشرين دقيقة، ومن ثم غادروا المحل دون سماع إطلاق نار، أو سماع أصوات عالية، وبقي الحال كما هو عليه نحو ساعتين بعد مغادرة المجموعة المكان إلى الحاجز المشترك للجيش السوري والدفاع الوطني، واختفوا بعدها. وبحسب أبو أحمد، دخل أحد أصحاب المحال القريبة من مركز الذهب والمجوهرات إلى مركز الذهب العائد إلى يوسف وهبة، فلم يجده في المحل، وعندما دخل إلى الغرفة الصغيرة «غرفة تبديل الملابس»، صدم بوجود «وهبة» ممداً على الأرض، مقتولاً والدماء تملأ الأرض. وبين أن خزينة المجوهرات والذهب كانت مفتوحة على مصراعيها ولا يوجد بداخلها شيء، ليخرج من المحل مباشرة إلى جيرانه الذين كانوا ينتظرونه أمام الباب الخارجي، وأخبرهم بما شاهد في داخل المحل، ليدخل مرة أخرى برفقة اثنين ممن تطوعوا لإنقاذ «وهبة»، ولكن تبين أنه قد مات من فترة، جراء قتله بالرصاص. ويضيف «أبو أحمد»: «بعد اتصال جيرانه بمركز الشرطة في جديدة عرطوز، حضر الطبيب الشرعي بعد ست ساعات من مقتل يوسف وهبة، ليعاين الجثة، وقال لهم إنه قتل بواسطة «مسدس» كاتم للصوت. في حين، حضرت عناصر من مركز الشرطة في جديدة عرطوز إلى معاينة المكان، ووثقت سرقة أكثر من ثلاثة كيلوغرامات من الذهب كانت في المحل والخزنة قبل قتله، ليقوم بعدها أهل الضحية بدفن المغدور. يقول «أبو أحمد»: «نحن على علم يقين بأن عناصر «الدفاع الوطني» هم من قتل يوسف وهبة، وقاموا بسرقة مركز الذهب، في وضح النهار، فلا أحد يحمل السلاح في مدينة جديدة عرطوز سوى جهتين هما «الجيش السوري والدفاع الوطني»، ولا يتواجد هنا أي فصيل عسكري للمعارضة المسلحة بشكل نهائي، والمدينة تحت سيطرة الجيش النظامي بشكل كامل. حالة من الذعر يعيشها بائعو الذهب من الديانة المسيحية في المدينة بعد هذه الحادثة، خوفاً على حياتهم من عمليات سطو مماثلة من قبل الدفاع الوطني، قد تكلفهم حياتهم، في حين ردد العديد منهم بعض الشتائم ضد جيش النظام، لكونهم على دراية كاملة بأن ما جرى لم يتم إلا بقبولهم، فحاجز الجيش يبعد مسافة لا تزيد عن مائة متر عن المحل، وتحدثهم مع العناصر الذين قاموا بعملية الاغتيال والسطو ما هو الا دليل أخر على تورطهم بهذه الفعلة. وتعتبر مدينة «جديدة عرطوز» من المدن الهادئة في الريف الدمشقي الغربي، وهي تقع تحت سيطرة جيش النظام والدفاع الوطني، ويقطنها المسيحيون والمسلمون على حد سواء، ولجأ إليها الآلاف من السوريين الهاربين من مناطق النزاع بهدف الحصول على الأمان.