ضباط علويون يرفعون راياتهم «الخضراء» على أجساد الجنود السنة في جبال الساحل

04qpt961

معظم الجثث التي خلفتها المعارك الطاحنة في كل من ريفي إدلب واللاذقية مؤخرا لم يلاحظ أي وجود لمقاتلين من الطائفة العلوية، ومعظم الجثث هي لمجندين من السنة

سليم العمر: القدس العربي

ليس مستغربا ان يحاول الضباط العلويين في جيش النظام السورية أن يرفعوا الرايات التي تدل على طائفتهم ذات اللون الأخضر؛ لكن المستغرب أن يكون جميع الجنود الذين يموتون وتترك جثثهم في مكان المعارك هم من الجنود السنة الذين تم إجبارهم على الخدمة العسكرية ابتداء من معارك كسب أوائل العام الماضي وانتهاء بمعارك جبل التركمان في اليومين الأخيرين، في كل نقطة يسيطر عليها الجيش النظامي والميليشيا المؤيدة له لا يرفعون فقط علم النظام السوري لكنهم يرفعون الراية الخضراء التي تدل على العلويين.
كان آخر هذه الرايات في تلة عثمان التي سيطرت عليها قوات المعارضة مجدداً، وقام الثوار بحرق العلم موثقا بتسجيل مصور نشر على اليوتيوب.
وأكد الناشط أحمد حاج بكري لـ»القدس العربي»، أنه شاهد العديد من الرايات الخضر التي كان يرفعها جنود النظام، وذلك أثناء عمليات الاستطلاع التي كانوا يقومون بها في جبال اللاذقية في قمتي «النبي يونس» و»الجلطة» المحاذية.
وأكد المصدر أن معظم الجنود هم من المقاتلين السنة، لكن ربما يكون الضابط من الطائفة العلوية، وحتى إذا كان الضابط سنيا فإن وجود عنصر واحد من الشيعة أو من الطائفة العلوية يكون كافيا كي يفرض أوامره على باقي الجنود والضباط السنة. وأكد ناشطون أن معظم الجثث التي خلفتها المعارك الطاحنة في كل من ريفي إدلب واللاذقية مؤخرا لم يلاحظ أي وجود لمقاتلين من الطائفة العلوية، ومعظم الجثث هي لمجندين من السنة.
أبو طه المهاجر أحد قياديي أحرار الشام في الساحل السوري قال في تصريح لـ»القدس العربي»: ربما يكون الأمر جديدا، وأنا لم أشاهد هذه الظاهرة سابقا، لكن هذه الأفعال ليست مستغربة على ميليشيا مليئة بالحقد الطائفي».
دائما يقف الجنود العلويون في الصفوف الخلفية مهمتهم خلال المعركة هي إصدار الأوامر، وتوزيع السلاح، ونقل الجرحى وفي نهاية المعركة يقومون بالتصوير إمام عدسات الكاميرا ويتحدثون عن الانتصارات وسحق ما يسمى بـ»الإرهابين». مصادر أخرى أكدت لـ»القدس العربي» أن هناك العشرات من الجنود تم إلقاء القبض عليهم في مدينة جسر الشغور والمشفى الوطني كلهم من المسلمين السنة، ومعظمهم مجند بشكل إجباري وهم قيد التحقيق حاليا، وأكد المصدر أنهم يعاملون معاملة حسنة، وبانتظار إصدار أحكام قضائية بحقهم خلال الفترة المقبلة.
مؤخرا، نشر العديد من الصفحات المعارضة صورا لمقاتلين من القوات الخاصة والحرس الجمهوري تم أسرهم خلال الساعات الماضية في جبل التركمان، لم يكونوا من أبناء الطائفة العلوية، بل أيضا من المقاتلين السنة لكن في صفوف الجيش النظامي.