“محمد زهرا” أصغر متطوع في “الدفاع المدني” في دوما وأب وأم لـ 6 أطفال

: ميكروسيريا

يبدو أن ظروف الحرب والحصار أبت إلا أن تجعل من أطفال الغوطة الشرقية رجالاً ناضجين يحملون هموم عوائلهم ووطنهم كمعظم رجال بلاد أنهكتها أعوام من الحرب، يتمت وشردت الملايين منهم.

الطفل “محمد زهرا”، ابن الخامسة عشر ربيعاً، فقد والده منذ أكثر من عام في قصف للنظام على مدينتهم دوما في الغوطة الشرقية، وأمه غادرت الغوطة الشرقية حتى قبل وفاة والده، لأنها لم تتمكن من البقاء في منطقة تزورها طائرات النظام صباحاً ومساء.

يقول “محمد” الذي التقيناه في مكان عمله في مدينة دوما، إنه وجد نفسه فجأة أباً وأماً لستة أخوة هو أكبرهم، ومجبراً على تأمين ما يقتاتون عليه هم وزوجة أبيه التي تعيش معهم. فاختار أن يكون بين عناصر فريق الدفاع المدني في مدينته، ليساهم معهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح الأبرياء التي يستهدفها النظام يومياً.

وبعمر الخامسة عشر يعتبر “محمد” أصغر عناصر فريق الدفاع المدني في المدينة، ومع هذا فهو يقول إن إدارة الدفاع المدني تعامله كأكبر عنصر معهم، من حيث المخصصات والحقوق، تكريماً للجهود التي يبذلها كما يقول.

وأضاف، ان ظروف الحرب أجبرته على ترك الدراسة قبل ثلاثة أعوام، ووفاة والده أجبرته على المضي في طريق تأمين لقمة العيش له ولعائلته، مع ان أصدقاءه وأبناء جيله ما زالوا يلعبون ويمرحون أمام عينيه.