معبر “معضمية الشام” قضية شائكة تؤرق المدنيين وتنذر بكارثة

ميكروسيريا

تعيش مدينة “معضمية الشام” في هذه الأيام حالة من الترقب والانتظار، حالة من الخوف والقلق، وكثيرا ما تدور على ألسنة أهلها أسئلة تتعلق بالطريق الأسطورة، فقد أصبح طريق المعضمية بمثابة أسطورة لا يفتقر منزل من الحديث عنه، فتراهم يتناقلون أخباره بكل وقت، صباحا ومساء “هل فتح الطريق، متى سيفتح، هل يسمح لنا بإدخال الغذاء، الدواء، هل هناك فئة محددة سيسمح لها بالخروج.

ما يتمناه المدنيون في المدينة اليوم

الكثير من التساؤلات حول إمكانية فتح المعبر من جديد  تدور بمخيلة مدني المدينة، الذين فقدوا حتى الأن أغلب حقوقهم بالعيش بسلام، خاصة في هذه الأيام التي بلغت درجات الحرارة فيها أعلى مستوياتها، فقد أكد أحد مدني المدينة أن الوضع في معضمية الشام اليوم أقرب منه “للجحيم” فكيف يمكن أن يتحمل الأطفال ارتفاع حرارة الجو دون أن يتمكنوا من شرب الماء البارد في ظل انقطاع دائم للتيار الكهربائي، و أضاف “نحن اليوم في هذه المدينة تتمحور جلّ أمانينا حول كلمتين فتح المعبر، ” فهل تتحقق أمنيات مدني المدينة أم أن أهداف النظام بحصار المدينة ستقيد أمنياتهم كما المعتاد”.

محاولات فاشلة

يشهد كل صباح في المدينة محاولات من المدنيين للخروج، إلا أن النتائج غالبا ما تعاند رغبة المدنيين وحلمهم بالفرار وبالتالي تجبرهم على العودة للمدينة المحاصرة بأصعب طرق الوصول، حيث أن هناك مسافة طويلة ينبغي على المدنيين عبورها سيرا على الأقدام للعودة للمدينة، الأمر الذي يزيد من معاناة المدنيين وحاجتهم الملحة لفتح المعبر وفك الحصار عن المدينة التي عانت من الألم ما عانت.

معاناة الطلاب الجامعيين

يبدو أن الوضع في المدينة يؤلم بشكل خاص جميع الطلاب الجامعيين الذين لا يستطيعون تجاوز المعبر والوصول لكلياتهم المتواجدة في العاصمة دمشق، حيث أكدت مصادر من داخل المدينة أن هناك عدد من الطلاب حرم من حقه بالوصول لكليته يوم الامتحان نتيجة استمرار النظام بإغلاق المعبر وبالتالي رسوب الطالب في هذه المواد التي لم يستطع الحضور للكلية وتقديمها، يذكر أنه في الماضي كان النظام يسمح للطلاب الجامعيين الخروج يوم الامتحان فقط، إلا أن هذه الأيام شهدت تعاملا جديدا حتى مع الطلاب ومنعهم من الخروج.

فئة معينة قد يسمح لها بالخروج

ذكرت بعض المصادر أنه يمكن أن يسمح النظام للمرضى الذين يحملون أوراق تثبت ذلك بالخروج من المدينة بغرض العلاج، إلا أن ذلك لا يعد أمرا ثابتا ولا يمكن أن يطمئن المريض المتواجد في المدينة، حيث يدرك المدنيون في المدينة تقلب مزاجيات عناصر النظام الذين يديرون أمور حاجز المعبر، وبالتالي هم على ثقة بأن المريض أن بقي في المدينة بانتظار فك الحصار أفضل له من الوصول للحاجز والانتظار بقربه ومشاعر الخوف والقلق تقيده بشكل واضح.

اشتباكات تتجدد في المدينة بظل إغلاق المعبر

شهدت الأيام القلية الماضية تجدد الاشتباكات على الجبهة الجنوبية للمدينة والتي تسمى جبهة “الأثرية”، حيث يحاول ثوار المدينة الرد على كل ما تعانيه المدينة من ألم بظل الحصار الخانق المطبق على “المعضمية” وبحسب المركز الإعلامي للمدينة فقد أصيب طفل بطلق ناري نتيجة الغزارة النارية في مناطق الاشتباك.

ويشير ناشطون من داخل المدينة إلى أسباب تجدد الاشتباكات إضافة لإحكام النظام حصاره الخانق على المدينة مع التأكيد على أن أحد أهم الأسباب يعود لاختفاء عنصر من عناصر النظام في المدينة ورفض أهل المدينة تسليمه.