من دون شتم أو اختلاف.. للمرة الأولى موالو الأسد ومعارضوه تجمعهم غرفة واحدة

gallery-preview

مالك أبو خير- اخبار الان: ميكروسيريا

“شباب أرجو المساعدة الموج قوي كثير وفي اطفال معنا (بالبلم) حدى يخبر خفر السواحل اليوناني فورا ارجو المساعده، حدى يخبر يا جماعة الولاد ما عاد والموج عم يعلى اكثر واكثر”.. منشور كتب من قبل أحد الشباب ونشر صورة فيها احداثيات توضح مكان وجود القارب القريب على السواحل اليونانية وفيه اطفال ونساء ويتعرض للغرق، وخلال اقل من نصف ساعة فقط يأتي أكثر من ثلاثة اتصالات لخفر السواحل اليوناني من سوريين ايضا متواجدين في دول اوروبية ساهمت هذه الاتصالات في انقاذهم.

غرفة عمليات مقدونيا (معاً لحماية السوريين من المشلحين)، اسم مضحك للوهلة الاولى، لكن عند دخولك إليها تجد انها تحتوي أكثر من ستة عشر ألف مشترك جميعهم سوريون ومن مختلف الأديان والاطياف، لا حديث في السياسة ولا حتى أي نقاش يؤدي إلى خلاف كما تشهده الساحة الفيسبوكية، فقط من يريد السفر عليه ان يضع تساؤلاً او نداءَ استغاثة على صفحة المجموعة حتى يجيبه المتواجدون فيها.

فمثلاً شخص وصل مؤخرا الى مدينة اسطنبول التركية، ويريد التوجه نحو مدينة يستطيع من خلال الذهاب بالبحر نحو احدى الجزر اليونانية فقام بكتابة هذا بالبوست : ” مرحبا يا جماعة انا موجود باسطنبول وين بروح ومين معه رقم مهرب مضمون ابن حلال ما يعفشنا بنص البحر ويوصلنا بخير على اليونان” وعند نشر البوست وجد امامه الكثير من الاجوبة تنهال عليه اغلبها من سوريين عبروا الحدود واصبحوا في المانيا او هولندا او السويد وكل معلق يقدم له الطريقة واسم مهرب والتكلفة ويقدم له النصائح التي تحميه من غدر المهربين والاعبيهم واين يخبئ نقوده وماهي نوع سترة النجاة التي يجب ان ترتديها وغيرها من النصائح وكلها مجانية في سبيل الا يتعرض كاتب البوست لاي اذى. في حين أن شخصًا اخر كتب التالي :” مرحبا شباب كيفكن بدي رقم مهرب يقطعنا حدود هنغاريا اذا سمحتو ضروري ” وقام بكتابته على امل ان يساعده في الوصول الى المانيا، وخلال لحظات انهالت التعليقات التي تحتوي على ارقام مهربين مع الاسعار التي يأخذونها وما على صاحب البوست إلا ان يختار ولعله اختار المهرب “ميشيل”  لكونه الاقرب اليه والارخص سعراً كما شرح له احد المعلقين.

من يتعرض للنصب من قبل احد المهربين، ليس محظوظاً لان صوره وعنواينه وارقام هواتفه سوف تنشر ويُطلب من الجميع عدم التعامل معه والتنبيه إليه بل ان البعض تجده يطالب بالبحث عنه والانتقام منه، فعند دخولك للمجموعة سوف تجد صور اشخاص منهم سوريون قاموا بالنصب والاحتيال على مسافرين صورهم منشورة وقد ساهم هذا الامر من انقاذ الكثير من المسافرين من التعرض مرة اخرى للنصب على يد من تم نشر صورهم.

الملفت بالامر هو الاشخاص المشاركين في المجموعة، فعند دخولك على صفحاتهم الشخصية تجد انهم من مختلف اطياف المكون السوري منهم الموالي لنظام الاسد ومنهم المعارض ومنهم الرمادي ايضاً، وجميعهم يشارك الاخرين في الجواب والسؤال وتقديم المعلومات وارقام مهربين وخفر السواحل بل حتى ان البعض منهم يشرح ميزات الدولة الاوروبية التي وصل اليها وماذا يفعل حين يصل اليها والى اين يتجه.

عند اطلاعك على هذه المجموعة لعلك تصل الى نتيجة قد وصلت انا اليها وهي :” نختلف ونقتل بعضنا البعض على ارضنا ونتفق ونتساعد في سبيل الوصول الى ارض الغير” !!.