دمشق عاصمة التقنين الكهربائي والدمشقيون يكافحونه بطرق بدائية

120

الأحياء الدمشقية العريقة كان لها النصيب الأكبر من ساعات التقنين، ففي حي «الميدان» تجاوزت ساعات التقنين فيه 18 ساعة يوميا
سلامي محمد: القدس العربي

يتذرع النظام السوري بأمور متعددة مقابل تقنين ساعات الكهرباء في العاصمة السورية – دمشق، إلا أن مساعيه المستمرة لإخفاء عجزه الكبير عن توفير مصادر الطاقة الكهربائية في كبرى معاقله، على امتداد الجغرافية السورية، باتت واضحة للغاية، إذ أن ساعات التقنين في الأحياء الدمشقية بلغت مستويات قياسية خلال الآونة الأخيرة، لتصل في مناطق عدة إلى ما يقارب 19 ساعة يوميا بلا كهرباء، أما المناطق المتاخمة لسيطرة المعارضة السورية فقد تجاوزت ساعات التقنين فيها 20 ساعة يوما، وفي أيام أخرى يستمر انقطاعها يوما كاملا.

الأحياء الدمشقية العريقة كان لها النصيب الأكبر من ساعات التقنين، ففي حي «الميدان» تجاوزت ساعات التقنين فيه 18 ساعة يوميا، والأمر ذاته تعيشه كل من أحياء «باب سريجة، الصالحية، وركن الدين»، وبحسب الناشط الإعلامي»أبو القاسم الدمشقي» الذي أكد بدوره لـ»القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، إن الضجر يسود الأحياء الدمشقية التي باتت تستخدم طرقا بدائية للغاية من أجل الإنارة، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات عالية، وأن غالبية الأطعمة والمواد الغذائية كان مصيرها التلف بسبب فقدان الكهرباء غالبية أوقات اليوم.

وأضاف الناشط الإعلامي:» أما المناطق المتاخمة أو المطلة على مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة فكان لها نصيب أكبر من ساعات التقنين الكهربائي مثل أحياء «القاعة» الواقع على أطراف حي «الميدان» وسط دمشق، وكذلك في حي»التضامن» حيث تجاوزت فيهما ساعات التقنين 20 ساعة يوميا».

وأشار المصدر، أن أحياء «المهاجرين» لم تسلم هي الأخرى بدورها، ووصلت ساعات التقنين 17 ساعة يوميا.

وأضاف «الدمشقي»: «عجز النظام السوري عن توفير الطاقة الكهربائية أو الطاقة البديلة بات واضحا للقاصي والداني، وأن مساعي النظام السوري لتأمين الكهرباء للأحياء الموالية له لم تكلل هي الأخرى بالنجاح، حيث سيطرت حالة من الاستياء الواسع بين الأحياء التي يقطنها موالون لبشار الأسد، بسبب انقطاع التيار الكهربائي فيها، ليصل التوتر إلى معاقل النظام الرئيسية في دمشق كـ»المزة 68، عش الورور، شارع نسرين»، بسبب العجز الحكومي عن توفير الكهرباء لقاطنيها أو توفير مصادر طاقة بديلة».

أما بعض تجار دمشق، فقد عملوا بدورهم على استيراد مرواح تعمل على البطاريات من الصين، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة جدا، وأقبل أغلب الدمشقيين على شرائها، لأنها تعمل على «الشواحن الكهربائية» الضعيفة والبطاريات، ووجدوا فيها حلا مؤقتا، في ظل غياب أي حلول أخرى في الأفق على المستوى المنظور.

وأضاف «الدمشقي»: «يقوم الأهالي بابتكار أساليب بدائية متعددة «لتوفير الإنارة، منها الاعتماد على «بطاريات السيارات أو الدرجات النارية» لإشعال بعض المصابيح الضوئية، وكذلك محولات الطاقة الكهربائية الخفيفة والليد الضوئي، إلا أن هذه الأساليب تكون في غالبية الأمر بسيطة للغاية ولا تعتبر حلولا للمشكلة الكهربائية، إلا أنها طرق تساعد على الرؤية وقضاء الحاجيات في المنازل.