بصرى الشام وتراثها ينبضون بالحياة رغم تنكيل النظام بالمدينة وآثارها

14 أغسطس، 2015

درعا: ميكروسيريا

فصائل الجبهة الجنوبية متمثلة “بشباب السنة” كانوا على موعد مع اختبار حقيقي بعد تحرير مدينة “بصرى الشام “في شهر آذار الماضي، المدينة التي تعتبر من أهم المدن الأثرية في الشرق.

“ميكروسيريا” رصدت واقع المدينة بعد خمسة أشهر من تحرير المدينة، فكان حجم الدمار واضحاً، وبتدقيق على مداخل ومخارج المدينة، وعند الاقتراب من المدينة الأثرية والمدرج الروماني، توجد كتيبة أمنية مسؤولة عن حماية المنطقة الأثرية بالإضافة لورشة مسؤولة عن النظافة، والناطق الإعلامي باسم فرقة شباب السنة المسؤولة عن حماية مدينة “بصرى الشام” “أسامة مقداد” قال إن ثوار المدينة وبتعاون مع الأهالي نجحوا بإزالة القسم الأكبر من الدمار الناتج عن استهداف قوات النظام للمواقع الأثرية في المدينة وفي مناطق أخرى منع الاقتراب منها لأنها بحاجة لخبراء بالآثار لإعادتها لوضعها ما قبل الثورة وبالأخص “سرير بنت الملك، مبرك الناقة، دير الراهب”.

وأكد “المقداد” إن فرقة شباب السنة منعت أي اعتداء أو تجاوز ضد آثار المدينة وأنهم مستعدين للتعاون مع أي منظمة مهتمة بالآثار من أجل حماية هذه الكنز الحضاري.

المدينة الأثرية احتضنت أكثر من فاعلية من تاريخ تحريرها كان أغلبها موجة للأطفال، كما أنه وبحسب المصدر، يواجهون صعوبات كبيرة بتأمين المبالغ للاستمرار نتيجة ارتفاع التكاليف وعدم تقديم الدعم المطلوب إلى اليوم، ويضيف ان قوات النظام قامت بإفراغ متحف المدينة قبل الانسحاب منها وسرقت كل الأشياء الثمينة، وان قصف قوات النظام لم يتوقف على المدينة بعد تحريرها كما عملت قوات النظام على زرع الألغام في المناطق الأثرية مما نتج عنه استشهاد عدد من المدنيين.

وأضاف المتحدث الإعلامي، أن مدينة “بصرى الشام “لم تكن أوفر حظاً من بقية مدن حوران حيث قامت قوات النظام باستهداف المستشفى الوحيد في المدينة بثمانية براميل متفجرة خلال ساعة واحدة ما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كلي وتدمير كل الأجهزة والعتاد داخلها.

وعملت قوات النظام على استهداف محطات التحويل الكهربائي في المدينة والساحات العامة، رغم كل هذه الأضرار لم تتوقف عجلة الحياة في المدينة، وشكلت ملاذاً للمدنيين في حوران ونجحت باستقبال مئات العائلات من المهجرين بعد أن كان معظم أهالي المدينة مهجرين إبان سيطرة قوات النظام والميلشيات الطائفية على أجزاء من المدينة، ويؤكد المقداد أن النظام كان يروج منذ بداية الأحداث بأن الثوار عبارة عن عصابات وان مدينة “بصرى الشام” اليوم تشكل أمثولة ثورية، وان جميع وسائل الإعلام في العالم مدعومة لزيارة المدينة والاطلاع على واقع المدينة، كما أكد المصدر، أنه تم الاستفادة من تجربة مدينة “بصرى الشام “من أجل حماية مركز المحافظة وعدم تكرار أخطاء معبر نصيب، خلال رصدنا لواقع المدينة.

“هاني مقداد “أحد أبناء المدينة، تحدث بدوره، أن الفصائل الثورية قاموا بحماية الممتلكات العامة والخاصة في المدينة وأنه لم يسجل أي تجاوز على الإطلاق وأكد أن الفصائل عملوا على تأمين متطلبات الحياة للمدنيين “المياه، الكهرباء، شبكة الإنترنت “بالإضافة لتأمين مداخل ومخارج المدينة وتأمين المساعدات الغذائية للمدنيين العائدين إلى المدينة وإلى العوائل النازحة.