«أحرار الشام» وتنظيم «الدولة» يقاتلان النظام جنبا إلى جنب في الزبداني

13qpt965

‏الزبداني وبعض المناطق في سوريا تختلف بأن لها خصوصية الروابط العائلية والعشائرية، يعني ممكن تجد شخصا منتميا للأحرار وأخاه أو ابن عمه منتميا للدولة
وائل عصام: القدس العربي

قال أحد المقاتلين المحاصرين في الزبداني ان فصيله أحرار الشام وتنظيم الدولة الإسلامية يقاتلان جنبا إلى جنب في الزبداني المحاصرة من قبل قوات النظام السوري.
ووصف المقاتل الذي يدعى «أبو القعقاع» العلاقة بين المجموعتين في الزبداني بالمصيرية «نقاتل معا ونموت معا». ويضيف أبو القعقاع، في حديث خاص، الأسباب التي تجعل أحرار الشام وتنظيم الدولة حلفاء في الزبداني رغم العداء والمعارك بين الفصيلين في مناطق احرى بسوريا :
«‏الزبداني وبعض المناطق في سوريا تختلف بأن لها خصوصية الروابط العائلية والعشائرية، يعني ممكن تجد شخصا منتميا للأحرار وأخاه أو ابن عمه منتميا للدولة، ‏بالزبداني ولا تواجد كبيرا لجبهة النصرة. بل فقط أحرار الشام والدولة الإسلامية، هناك نحو خمسين عنصرا بايعو الدولة وأغلبهم من بلدة مضايا، كما ان عدد من الشباب من أبناء الزبداني انضموا للتنظيم أيضا، وقدموا شهداء خاصة في هذه المعركة».
وكانت وكالة «أعماق» الاعلامية قد بثت عدة مشاهد لمقاتلين من تنظيم الدولة خلال معارك الزبداني.
وينتمي العناصر المنضوون في تنظيم الدولة بالزبداني إلى مجموعات كانت ضمن الجيش الحر، والبعض الآخر كان مع أحرار الشام، أما أميرهم فكان من جبهة النصرة وبايع الدولة منذ عامين .
هذه التحالفات في الزبداني تلقي الضوء على الدور الذي يلعبه المجتمع المحلي والروابط العائلية في تضييق هوة الخلاف بين الفصائل في سوريا، كما ان مخيم اليرموك ومناطق جنوب دمشق تبقى مثالا أوضح على تاثير الروابط العائلية في لجم النزاعات بين فصائل تتقاتل في الشمال السوري، حيث تتحالف النصرة وتنظيم الدولة سوية في جنوب دمشق ومعهم عشرات المقاتلين الذين كانوا ينتمون لأحرار الشام قبل فصلهم من قيادة أحرار الشام لرفضهم قتال تنظيم الدولة.
ووقعت عدة صدامات دامية بين فصيل أحرار الشام وتنظيم الدولة الإسلامية في عدة مناطق في سوريا، بدأت في مسكنة بريف حلب، وبلغت ذروتها في الرقة، والبارحة شن أحرار الشام بالتحالف مع فصائل موالية لغرفة الموك التي يشرف عليها الامريكيون هجوما على مواقع تنظيم الدولة قرب اعزاز، قبل ان ترد انباء عن انسحابها مجددا من هذه القرى.
ويقول المقاتلون في الزبداني انهم حافظوا للآن على صمودهم رغم الحملة العسكرية العنيفة التي يشنها مقاتلو حزب الله وقوات النظام السوري بفضل تحالفهم هذا، لكنهم يخشون من حملات انتقامية من اهالي الزبداني النازحين في مواقع سيطرة النظام،خاصة وان مضايا وبلودان وبقين والجرجانية والمعمورة وسرغايا والروضة كلها قرى تابعة للزبداني وهي تحت سيطرة النظام، ويتواجد فيها اهالي الزبداني النازحين.