الطالبة “حنان السيد” .. تفوق دراسي ومستقبل مجهول

unnamed (1)

حلب: ميكروسيريا

أحرزت الطالبة “حنان السيد” المركز الأول في امتحان الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي على مستوى محافظة حلب الحرة لدورة 2015 بمجموع وقدره 212 درجة “.

تعيش “حنان” في مدينة “الأتارب” ببيت ريفي بسيط ـ لم يسلم من قصف آلة النظام العسكرية ـ مع أخوة فقدوا حنان الأم بعد موتها، وأب يشكو حاله الى الله.

تقول الطالبة “حنان السيد” لـ “ميكروسيريا”، إن متابعتي للدروس أولاً بأول، والدراسة اليومية العادية كانت وصفة حقيقية لنجاحي، وتفوقي، بالرغم من الظروف الصعبة التي ممرنا بها أثناء العام الدراسي من وضع أمني غير مستقر، وخوف غير منقطع من طيران النظام، وقلة التدفئة في الشتاء، وعدم وفرة المستلزمات الدراسية”.

وأشارت إلى فرحتها الكبيرة بعد نجاحها، وتعتبره ثمرة تعب، وتحضير متواصل استمر طيلة عام دراسي، وتقول:” لا بد أن يفرح الإنسان بعد تعب عام كامل يتوج بنجاح وتفوق” وتتابع بعد أن تصمت قليلاً، وتقلب كفيها “أرغب بدراسة الأدب الفرنسي، ولكن الآن أين سأكمل دراستي، للأسف لا يوجد جامعات.

وأكملت حديثها بالقول، “كنت أتوقع أن يسقط النظام وتفتح الجامعة أبوابها لي، وللطلاب الذين حرموا من الدراسة بسبب مطاردته لهم، لي أمنية، وليست عزيزة، أطلب من الجهات التربوية المعنية اتخاذ خطوات جدية بافتتاح جامعة في الداخل المحرر لكي يتسنى للطلاب الدراسة، ولتكون حافزاً مشجعاً لبعض الذين لم يهتموا بمستقبلهم الدراسي، وهذا ما يريده النظام لنا تجهيل جيل الثورة”.

وتتوجه ” حنان” بالشكر للمعهد الذي قدم لها الكثير من المساعدة “معهد الأوائل” الذي له من اسمه نصيب، وللكادر التدريسي فيه، وتهدي نجاحها لشهداء الثورة السورية، وللمرحومة والدتها التي تمنت أن تكون على قيد الحياة لتشاركها فرحة النجاح.

والد الطالبة الشرطي المنشق “زياد” اصطدم بالواقع الذي هو فيه حيث أن الفقر لا يبرح منزله، والبسطة التي يبيع أكلات منها للأطفال لا تسد رمق أطفاله الذين ينتظرونه خلف الباب، سألناه عن ردة فعله عندما تلقى خبر نجاح ابنته قال: “لم أكن أتخيل يوماً أن يكون نجاح ابنتي اليتيمة ” حنان” الاولى على مستوى محافظة حلب الحرة بهذه الظروف التي نعيشها، ولكن يبدو أن الفقير لا تكتمل فرحته، وماذا تستفيد ” حنان” بتفوقها؟، وعن أيّ مستقبل لها أتحدث، وأنا لا أملك مالاً لأرسلها الى جامعات الخارج، ولا جاهاً أو نفوذاً ليحقق رغبتها، وتستكمل دراستها في الجامعات كبقية أبناء المسؤولين، وأصحاب الأموال.

وأضاف والد الطالبة، “من خلال منبركم هذا أوجه رسالة الى الحكومة المؤقتة، وأقول لهم:” هل نستحق نحن من بقي متجذراً في الداخل متحملين كل الأخطار أن نحظى بعدم اهتمامكم؟ أنتم تُدَرّسون أبناءكم في المدارس، والجامعات، ونحن رغم تفوق أولادنا إلا أننا لا زلنا نبحث لهم عن كسرة خبز، ونفاضل بينها وبين مستقبلهم، إن نجاح وتفوق ” حنان” السورية إن لم يلقَ اهتماماً أعتبره نجاحاً ميتاً لـها، ولمستقبلها، فهل هذا يرضيكم يا من توليتم أمرنا وانشغلتم عنا”؟