اللواء “محمد الحاج علي” لـ”كلنا شركاء: المعارضة أصغر بكثير من أن تمثل الثورة السورية

ميكروسيريا

أكد اللواء المنشق عن النظام “محمد الحاج علي” لـ “ميكروسيريا” خلال حوار خاص معه، أن المجتمع الدولي وبخاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لم يقوموا بواجبهم في حماية الشعب السوري من طغيان حاكم دكتاتور أجرم بحق شعبه ووطنه، وآخرها البيان الذي صدر عن مجلس الأمن، الذي كان مخيبا للآمال، وساوى بين الجلاد والضحية هذا من ناحية.

وأضاف، من ناحية أخرى نحن المعارضة السياسية والعسكرية لم نكن أهلا لإدارة الصراع مع النظام، ولم نمثل الثورة السورية، أنا اعتبر أن المعارضة كان عليها المسؤولية قبل المجتمع الدولي، لأنها للأسف كانت أصغر بكثير من أن تمثل ثورة شعب بحجم ثورة سورية فكانت هذه هي النتيجة.

وتحدث اللواء “محمد علي” ان الغرب بشكل عام والأمريكان خاصة، اكتفوا بنزع السلاح الكيماوي لحماية إسرائيل وبعض دول الجوار، ولم يهتموا لاستخدامه ضد الشعب السوري، وكانت الصفقة مع النظام أن يستمر بقمع الشعب مقابل نزع سلاحه الكيماوي.

والحقيقة المرة أن مدعيي الحرية والديمقراطية لا يريدون لشعوبنا أن تتحرر من الطغاة، والأمثلة كثيرة في تونس ومصر واليمن والعراق وسورية وكل الوطن العربي، لذلك هم يعطون فرصاً لهذه المنظمة لاستعادة الطغاة لأدوارهم.

ورداً على سؤال، هل أي تسوية في المستقبل ستكون على حساب الشعب السوري؟ أجاب:”نعم، ان أي تسوية يريدها المجتمع الدولي هي على حساب دماء ومعاناة شعبنا وثورتنا، التي كلفتنا الكثير والمثال الصارخ قرار مجلس الأمن الأخير، وتفويض دي مستورا في جمع القتلة مع المعارضة، والخروج بحل يخمد طموحات الشعب السوري في الحرية والعدالة وفي التخلص من النظام الدكتاتوري وإقامة دولة العدالة والحرية، من خلال إعادة إنتاج النظام مرة أخرى”.

هوحول قدرة الفصائل العسكرية في الداخل على الحسم اليوم، قال:”أنا شخصيا لا اعتقد أن الفصائل المسلحة على الأرض قادرة على حسم الصراع، ليس فقط بسبب عدم قدرتها وإنما بسبب رفض الدول الداعمة لهذه الفصائل بالسماح بسقوط النظام، فهي لا تريد أن تتوقف الثورة ولا تريدها أن تنتصر، والأسباب كثيرة أهمها: “جمع كل متطرفي العالم في هذه البقعة من الأرض، وكشف خلاياها ومن ثم التعامل معها حتى لو كان ذلك على حساب الشعب السوري والوطن، عدا عن ان الفصائل المسلحة متفرقة وتفتقر للقيادات العسكرية الخبيرة وعدم الانضباط واختلاف الأيديولوجيات وتزاحم الأجندات الدولية، وتحكم الداعمين بعمل هذه الفصائل، وأقصاء الخبراء العسكرين وغيرها من الأمور العسكرية لتحقيق النصر”.

وحول إمكانية إنشاء جيش وطني، قال:” نعم، ممكن إذا سمحت الدول الداعمة بذلك وقدمت الدعم المادي والمعنوي له، لأن مقومات الإنشاء موجودة والذي وقف ضد إنشاء الجيش الوطني الدول الداعمة وبعض الأجندات الحزبية الضيقة وبعض القادة الصغار وبعض الطامعين بالسلطة من عسكريين ومدنيين، والذين لا يفهمون بإدارة الدولة والعلاقات داخل مؤسسات الدولة ولا يعرفون الأجندات الإقليمية، والتعامل الاستراتيجي لإدارة هذا الصراع المعقد”.

وختم اللواء حديثه بالقول: “المؤسسة العسكرية في سورية انهارت كليا، ولم يبقى إلا أعمال عسكرية من ميليشيات يغلب عليها الطابع الطائفي والحزبي والمأجورة، والتي لا تعمل لحساب الوطن وإنما لحسابات أخرى أما شخصية أو طائفية أو خدمة للمشروع الفارسي في المنطقة، لذلك لا نستطيع أن نقول إن لدينا مؤسسة أو مؤسسات عسكرية هدفها وطني، حتى المعارضة المسلحة للأسف أصيبت بنفس الأمراض.