بدء التغريبة الدمشقية من حي الرازي حتى داريا على يد طهران والنظام
28 أغسطس، 2015
معاوية مراد و ميكروسيريا
بدأت محافظة دمشق في حكومة النظام خلال اليومين الماضيين، مع شرطتها وبمؤازرة من أجهزة المخابرات بحصار حي “بساتين الرازي” في منطقة المزة، حيث وجهت إنذارات لساكنيه وأصحابه بالإخلاء لتنفيذ المرسوم 66 القاضي بإحداث مناطق سكنية متطورة في منطقتي خلف الرازي وكفرسوسة وصولاً لداريا- بحسب الذرائع التي اختبأ وراءها النظام وحكومة طهران لتهجير السكان الأصليين من مناطقهم.
مصادر من الأهالي في المنطقة قالت لـ”ميكروسيريا”: إن جرافات وآلية حفر متنوعة تابعة لمحافظة دمشق، هددتهم بجرف البيوت، وهدها فوق قاطنيها، في حال رفضت أي عائلة الخروج من المنزل وإخلائه.
وأضاف الأهالي، إن حكومة النظام لم تطرح عليهم حتى أي تعويضات مالية عن منازلهم، أو حتى بدل إيجار، التي كانت حكومة دمشق قد وعدتهم فيها فيما قبل-على حد وصفهم.
ويقسم المشروع التنظيمي “الأبراج الإيرانية” بحسب مصادر النظام، إلى قسمين:
الأول رقم /101/ لتنظيم منطقة جنوب شرقي المزة بمساحة 9‘214 هكتار، والمشروع الثاني رقم /102/ لمنطقة جنوب المتحلق الجنوبي بمساحة /880/ هكتاراً التي تشمل المنطقة الممتدة جنوب داريا والقدم والعسالي ونهر عيشة وبساتين القنوات، إضافة لمساحات خضراء تعادل 35% من مساحة المنطقة التنظيمية.
ناشطون في المنطقة تحدثوا لـ”ميكروسيريا”، تلك الأحياء يعيش أهلها حالة حظر تجول، ويتوقع ألا تسير الأمور إلى التهدئة كون من يقف خلف هذه المشاريع إيران بحجج إعادة الإعمار.
في حين عقب محللون على هذه الإجراءات، على انها تأتي في إطار محاولات التغيير الديموغرافي بتهجير سكان الأحياء التي عاندت النظام واستبدالهم بالمؤيدين والإيرانيين ومن حصلوا على جنسية بسبب قتالهم مع النظام.
فرع الأمن العسكري في دمشق كان قد وزع يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شهر تموز –يوليو الماضي، إنذارات إخلاء جديدة في عدة أحياء ضمن منقطة المزة ومنها حي المصطفى والفاروق ومنطقة الطواحين باتجاه مشفى الرازي خلف السفارة الإيرانية، فيما باشرت الجرافات والآليات بإزالة عدد من مباني وبيوت الدمشقيين في حي المزة ومنها مبنى إعداد المدرسين المطل على “حواكير الصبارة” سابقا، وساحة مديرية المشروع الإيراني حاليا.
وفي المقابل أعلنت محافظة دمشق رسميا عبر جريدة “البعث” في الشهر السابع، عن إخلاء جماعي لكامل المنطقة التنظيمية الواقعة جنوب شرق حي المزة، وخلف مشفى الرازي خلال شهر واحد، وأشار مدير التنظيم والتخطيط العمراني في المحافظة، “جمال يوسف”، وفقا للصحيفة، إلى أنه “بحسب الجدول الزمني يجب أن يتم إخلاء المنازل خلف الرازي قبل بدء العام الدراسي المقبل” دون أن يأتي على ذكر وضع السكن البديل بحسب وعود سابقة، وخاصة في ظل اشتعال المناطق الريفية المحيطة بالعاصمة، وعدم قدرتها على استيعاب لاجئين بسبب دمارها.
وتعتبر المنطقة المختارة لبناء مشروع “الأبراج” الإيرانية” المخطط له خلف بناء السفارة الإيرانية في دمشق، والذي يمتد في محيط بساتين المزة “بساتين الصبارة”، ويحاذي مفرق “الحبيس” وخلف مشفى الرازي، حتى المتحلق الجنوبي، ومن جسر مدينة داريا بريف دمشق الغربي حتى رئاسة مجلس الوزراء، فضلا عن الأراضي الزراعية المتاخمة للمنطقة والخارجة عن الحدود الرسمية للمشروع الإيراني، والتي تدخل ضمنه بشكل استفزازي وغير علني، تعتبر أكبر أحياء دمشق مساحة، وأكثرها حساسية، حيث تجاور معظم السفارات، ومطار المزة، وعدد كبير من الفروع الأمنية، ويفصلها عن حي المزة 86، الذي يعد معقلا للعلويين المقاتلين والمتطوعين في أجهزة الدولة العسكرية والأمنية، “أتستراد المزة” فقط.