‘“الوعر” …حمص الجديدة… وتجفيف الليرة السورية’

31 أغسطس، 2015

ميكروسيريا

بدأ حاجزا الشؤون والفرن الآلي المتمركزين على المعبر الوحيد لحمص الجديدة بتطبيق تجفيف الليرة السورية مع بداية شهر أيار ومصادرة المبالغ المالية التي تزيد عن ألفي ليرة سورية وأحياناً ألف ليرة سورية فيما لو تناسينا بقية العملات العالمية والتي كانت ترسل من الأهالي في المغترب إلى أهاليهم في الحي وإغلاق مكاتب الحوالات النقدية بشكل كامل وإصدار أمر بمنع دخول وخروج الذهب محمولاً وملبوساً ومصادرته مع بداية شهر آب.

وبحكم أن الموظفين هم من يستطيعون الخروج والدخول إلى حي حمص الجديدة سواء قائمين على أعمالهم أو متقاعدين فقد أوعزوا إليهم بأمر إبراز البطاقات البنكية الالكترونية وكشف من البنك بمقدار الراتب وتفصيلاته وأيام الدوام وإثبات مصادق عليه من الإدارة التي يعمل لديها.

ومنذ أن بدأ النظام بفرض هذه السياسة الجديدة من الحصار بدأت أحوال القاطنين في حمص الجديدة تزداد سوءاً ودائرة البطالة تتسع شيئاً فشيئاً ومن خلال متابعتنا ـ نحن ميكروسيريا ـ وسؤالنا لبعض الأهالي عن أحوالهم بعد هذا التجفيف المالي المفروض أجابونا: لقد كنا سابقاً نعيش مما يرسله أبناؤنا إلينا فنشتري ونأكل ونتدبر أمورنا بالشيء اليسير ولكن بعد أن منعت قوات النظام دخول النقود إلينا بتنا اليوم على مشارف التسول علاوة عن غلاء الأسعار وعدم قدرة الكيانات والهيئات الإغاثية على التبرع نقداً لتلبية متطلباتنا اليومية كتأمين الخبز والخضار لأنها بدأت تعاني أيضاً من التجفيف المالي.

وأضاف أبو علاء ـ نازح ـ شاكياً إلى ميكروسيريا: منذ نحو سنتين لم نستخدم الغاز في بيوتنا والأماكن التي أقمنا فيها وتحديداً منذ عام ونصف لم نعرف للمحروقات والغاز لوناً ولا طعماً ولا رائحة ونسيناها أصلاً لأننا كباقي الأهالي نعتمد على حرق الثياب والأثاث المحطم وأوراق الشجر والبلاستيك والقمامة لنطهو ونغسل ونتدفأ فأين العالم والمنظمات التي تدعي أنها إنسانية واليوم يقطعون عنا نقودنا؟؟!.

وقال أحمد ـ ناشط ميداني ـ : منذ عام ونيف لم تتحرك سيارات أهالي الحي من أماكنها نتيجة الحصار الخانق ومنع المحروقات من الدخول إلى الحي وإن وجدت فهي بأسعار خيالية ونعيش اليوم سياسة التجفيف النقدي والذهب وبالتالي أصبحت مئات السيارات خردة وهياكل حديدية في حديثها وقديمها بل وأصبحت بعض الشاحنات مكبّات للقمامة الأمر الذي أدى إلى انتشار ظاهرة العربات ذات الثلاث عجلات والتي بدأ الأهالي باستخدامها لنقل البضائع داخل الحي من مراكز التوزيع إلى المحال التجارية والبيع والإسعاف أحياناً وبذلك نكون قد عدنا مئات السنوات إلى الخلف وسياسة تجفيف النقد والذهب سيزيد من الفقر والعوز والحاجة وارتفاع معدل البطالة والمعروفة بنتائجه السيئة على المجتمع.

هذا ما وصلنا إليه في حمص الجديدة المحاصرة فبالأمس البعيد حوصرنا بالغذاء والكهرباء والمحروقات والغاز وأجسادنا الممنوعة من الخروج حتى الموتى واليوم تصادر أموالنا وتقطع عنا ولو استطاعوا أن يمنعوا الأكسجين لمنعوه، والأمطار والشمس والقمر.

سياسة الموت جوعاً أو الركوع كما عمل الروس في الشيشان قبل حين من الزمن.

أخبار سوريا ميكرو سيريا

31 أغسطس، 2015