باص مهاجرين باب توما

اليوم كنت في باص ( مهاجرين باب توما ) صعدت بجانبي عجوز كبيرة جداً يبدو أنها في الثمانين من عمرها و بدأت تحدثني عن أبنائها و أحفادها كما يبدو أنها ابنة عز و من عائلة عريقة و من الشوام الأقحاح رن هاتفها الجوال فأجابت , كان يبدو لي أنها تتحدث مع حفيدها الطبيب الذي يعمل في السعودية , و في هذه اللحظة وصلنا إلى حاجز شارع بغداد أقذر حاجز في مدينة دمشق , فجنوده أبناء زنا أشكالهم مقرفة جميعهم يحلقون رؤوسهم و يطلقون لحاهم قال لها العسكري : هاي هاي انتي هاتي الموبايل صرخت في وجهه بلهجة مفاجئة لجميع الركاب شبك عم تشبح عليي شو شايفني عم احكي بالسياسة عم احكي مع حفيدي دكتور قد الدنيا فأجابها : مين سألك عن حفيدك , هاتي الموبايل أحسن ما نزلك فقالت له : عم تهددني شو ممنوع النفس بهالبلد , لك أنا بعلم فلسفة بمدارس الدولة قبل ما يولد أبوك و رئيسك فقال لسائق الباص : شو عم تطلع معك انت , نزلي لعندي لقلك نزلي فأجابته : مفكرني خايفة منك , قوصني رصاصتك مو أسرع بكتير من السرطان اللي ببدني فقال العسكري لسائق الباص : امشي امشي و خدها عمشفى المجنين خرفانة هي و حتى آخر لحظة كانت هذه العجوز تجابهه لو تعلمون كم تمنيت أن أكون تجعيدة في خد هذه العجوز على أن أكون شاباً يقف متفرجاً أمام بسالتها ذكرتني هذه العجوز أن رصاصهم ليس أسرع بكثير من السرطان الذي يسري بجسدها ... و أجسادنا
الكاتب : فريد ياغي