ارتفاع درجات الحرارة زاد نشاط العقارب في درعا وسط صعوبة في تأمين المصل للسعاتها

حاضنة - درعا

درعا: ميكروسيريا

قد تكون محافظة درعا جنوب البلاد من أشد المحافظات السورية حراً في أشهر فصل الصيف، ولذا فرضت موجة الحرّ التي اجتاحت المنطقة أواسط شهر آب/ أغسطس الجاري واقعاً صحياً جديداً على أبناء المحافظة التي خرجت معظم مساحتها عن سيطرة النظام وتدير شؤونها المجالس والهيئات المحلية.

وللوقوف على التأثيرات الطبية للارتفاع الكبير في درجة الحرارة على سكان المنطقة، التقت “ميكروسيريا” الطبيب “يعرب عبد الفتاح” الذي يمارس مهنته في مناطق سيطرة الثوار، وأكد إن ارتفاع درجات الحرارة زاد من سوء الواقع الطبي في المحافظة، وإنه تم تسجيل حالة وفاة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في ريف درعا.

وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي واجه الأطباء كان بصعوبة تأمين مصول للدغات العقارب، فخلال العشرة أيام فقط تم تسجيل أكثر من خمسين حالة في ريف حوران الشرقي وهناك عدد آخر من الحالات في ريف حوران الغربي، نتج عنها وفاة حالتين نتيجة غياب المصل وهناك حالات خطيرة مازالت في النقاط الطبية.

وأردف أن الأمر لا يتوقف على هذه المشاكل، فهناك حالات تجفاف لدى الرضع بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهناك بعض الأدوية و”نستطيع التعامل مع الحالات، وحالات إسهال شديدة أيضاً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ونعمل على تقديم العلاجات الأزمة”، وفي الآونة الأخيرة تم تسجيل حالات التهاب سحايا.

كما أبدى الطبيب “عبد الفتاح” تخوفه من انتشار الأوبئة نتيجة تلوث مياه الشرب وغياب العناية الصحية المطلوبة نتيجة، استهداف قوات النظام المتكرر للنقاط الطبية، كما أن ارتفاع درجات الحرارة شكل ضغط على حاضنات الأطفال المشتواجدة في المناطق المحررة وهي بالأصل قليلة ولذلك أصبح من الضروري تشغيل الحاضنات على مدار اليوم وسط انقطاع تيار الكهربائي على المناطق المحررة، فكان البديل الوحيد لضمان استمرار تشغيل الحاضنات يتمثل بتشغيل المولدات الكهربائية وهذه ما شكل عبئاً إضافياً نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات أن وجدت بالمناطق المحررة وارتفاع درجات يتسبب بأعطال متكررة لمولدات الكهرباء.

وعلمت “ميكروسيريا” من مصادر مطلعة أن أغلب المياه المستخدمة اليوم في المناطق المحررة من حوران غير صالحة لشرب لأنها مياه سطحية ملوثة ولا يتوفر أي بديل في هذه المرحلة، نتيجة توقف خط المياه الرئيس “خط الثورة” عن العمل وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي المغذي للمضخات الرئيسة في الخط، وتوقف الآبار الارتوازية عن العمل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المحروقات.

انعكس تلوث المياه بشكل سلبي على الواقع الصحي في المناطق المحررة وساعد على انتشار الأوبئة، ويؤكد المصدر أن النقاط الطبية في الأصل تعاني من نقص الكوادر ومن الأدوات ومن الاستهداف المتكرر من قبل قوات النظام.

  أخبار سوريا ميكرو سيريا