بيان من إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي حول خطة ديمستورا

download

بيان من إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي حول خطة ديمستورا

قدم المبعوث ألأممي ستيفان ديمستورا مطالعته أمام مجلس الأمن الدولي حول مهمته في سوريا يوم التاسع والعشرين من يونيو الماضي مستعرضاً خلاصاته حول تعقيدات الوضع التي منعت من التوصل لحل سياسي في سوريا، ومقترحا خطة للحل عبر تشكيل أربعة لجان للحوار حول مسائل القضية السورية وهي (مجموعة العمل لبحث السلامة والحماية للجميع ــ مجموعة عمل لبحث القضايا السياسية والدستورية ــ مجموعة عمل لبحث مسألة الجيش وقضايا الأمن ومواجهة الإرهاب ــ مجموعة عمل لبحث المؤسسات العامة وإعادة البناء والتنمية).

وقد تبنى مجلس الأمن هذه الخطة في بيانه الرئاسي بتاريخ 17/8/2015 بنى السيد ديمستورا رؤيته كما ادعى، بناء على رأي أغلب الذين التقاهم من السوريين على مدى شهرين من قوى وشخصيات مستقلة ومنظمات مجتمع مدني في جنيف وغيرها،ومن خلال الدول المعنية التي زارها في هذا السياق “أن المشكلة الأساسية التي تواجه الوضع في سوريا هي الإرهاب الذي تمارسه داعشوالنصرة”، متجاهلاً عن عمد جوهر الصراع في سوريا على أنه ثورة شعب مضطهد في وجه نظام مستبد قهر شعبه وقتل منه مئات الألوف،وهجر الملايين ودمر أغلب المدن والبلدات في سوريا، مستخدماً مختلف صنوف الأسلحة بما فيها السلاح الكيماوي،ومستفيداً من الدعم العسكري والسياسي الذي قدمه حلفاؤه الروس والإيرانيون وغيرهم،وغض الطرف الذي مارسته الولايات المتحدة وأصدقاء الشعب السوري والمنظمات الدولية ممثلة بمجلس الأمن الذي شل عمله الفيتو الروسي والصيني.

نعم لقد تنامت ظاهرة الإرهاب الذي قصده ديمستورا في سوريا بعد عامين من انطلاق الثورة،وأبرز تعييناته داعش لكن المبعوث الأممي، يتجاهل إرهاب النظام الذي مارس إرهاباً ربما لم يسبق لنظام في تاريخ البشرية أن مارسه بحق شعبه،كما يتجاهل ولأسباب غير مفهومه الإرهاب الذي تمارسه إيران وميليشياتها الطائفية من العراق وأفغانستان وحزب الله اللبناني بحق المدنيين السوريين العزل. يعتري خطة السيد ديمستورا خلل على أكثر من مستوى،ويتأتى هذا الخلل من نظرته إلى المقاتلين على الأرض،وعدم تقدير وزنهم ودورهم،وتعويله فقط على التمثيلات السياسية والمدنية ومؤتمراتها الفاشلة في القاهرة وموسكو والأستانة أو لقاءاتها الأخرى التي عتم عليها،كما أننا نعتقد أن الغاية من اقتراحه بتشكيل أربعة وفود للتفاوض تحت مسمى لجان الحوار،يسمي هو شخصياً ثلث أعضائها عن المعارضة، هي أن يتحكم الفاعلون الدوليون بالفريق المفاوض،والحرص على أن يضم من يمثلون مصالح تلك الدول أو ممن يتعاطفون مع النظام،في حين أن الشعب السوري ينظر إلى هؤلاء المتعاطفين مع النظام على حساب الدم السوري على أنهم خونة ولا يحق لهم تمثيله.

من الواضح أن السيد ديمستورا يحاول الالتفاف على جنيف 1وعنوانه الرئيس تشكيل هيئة حكم انتقالي تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية،عبر البحث في طرق أخرى عن حل سياسي، كما أنه تجاوز صريح لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 لعام 2013، ومحاولة لتجنيب المجرمين العقاب،عما ارتكبوه من جرائم، بالقدر نفسه اشتغاله على تمييع أي حل للقضية السورية عبر تشتيته إلى لجان ووفود،لا ناظم قانوني أو سياسي لها، ودون تحديد سقف زمني لعملها.

إننا في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي نرى أن خطة ديمستورا هي وصفة غير مهنية، لتقطيع الوقت على حساب معاناة السوريين وآلامهم،لأننا نعتقد أن الأولوية لدى المجتمع الدولي في هذه المرحلة هي حل التناقضات الدولية والإقليمية حول سوريا والمنطقة، وليس الأخذ بخيارات السوريين ومواقفهم، وعليه فهي محكومة بالفشل،كما ندعو الشعب السوري وكل قوى الثورة المدنية والعسكرية إلى رفضها وعدم المشاركة بها،واعتبار أن الحل السياسي المقبول هو فقط الحل الذي يقوم على تطبيق جنيف 1 نصاً وروحاً بحيث لايكون للأسد وزمرته أي دور لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا،والثبات على أهداف الثورة،وعدم إتاحة الفرصة أمام المجتمع الدولي للتنصل من قراراته السابقة والتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب السوري، وقطع الطريق على من يريدون مسامحة القتلة أو إعادتهم للواجهة.

تحية لأرواح الشهداء عاشت سورية حرة وديمقراطية

دمشق في31 /8/2015

الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

أخبار سوريا ميكرو سيريا