طفلان ينجوان بمعجزة من إحدى مجازر دوما

111

: ميكروسيريا

أخبره أهالي مدينته قبل أيام بأن الغارة الجوية أتت على منزله، فعاد من عمله باكياً لأنه تأكد بأنه سيفجع بأحد أفراد عائلته، المنزل كومة من الركام ولا أثر لزوجته وطفليه، يسأل الجيران ولا مجيب، تيقن هنا أن حجم الكارثة أكبر مما كان يتوقع.

عثر محمد رجب الذي دمرت منزله في مدينة دوما غارة جوية لطيران النظام الحربي على جثة زوجته وأحد أطفاله، بمساعدة رجال “الدفاع المدني” وطواقم الإسعاف الطبية في مدينة دوما بريف دمشق الشرقي.

ورغم المصيبة التي لا تحملها الجبال، تمالك أعصابه وتابع البحث عن طفله، وتابع البحث عن طفله “يوسف” آملاً أن ينقذ ما تبقى من أنفاسه.

مضت ساعات من البحث بالأدوات البدائية وعلى أضواء الأجهزة النقالة فقط، وهم متأكدون بوجود طفلين تحت الأنقاض، يوسف ابن محمد ذو الخمسة أعوام، وهشام ابن أخيه الذي لم يتجاوز عامه الثالث، ليسمعوا صوتاً مخنوقاً بيت الأنقاض المنهارة، بحثوا فوجدوا الطفلين يصارعان للبقاء قيد الحياة.

تم إخراج الطفلين وهما بحالة خطرة ونقلهما إلى أحد النقاط الطبية القريبة، ثم تحويلهم للعمليات بالمكتب الطبي إثر إصاباتهما بحروق بالغة في معظم الجسد، وبعد العمليات نُقلا إلى العناية المشددة لمتابعة علاجهما، وطمأن الأطباء محمد بأنهما تجاوزا مرحلة الخطر.

والمجزرة التي فقد فيها محمد رجب قسماً من عائلته وأصيب قسم آخر، كانت واحدة من سلسلة مجازر تعرضت لها غوطة دمشق الشرقية عموماً ومدينة دوما خصوصاً، أودت بحياة أكثر من 300 مدني خلال شهر آب/أغسطس الماضي فقط.

أخبار سوريا ميكرو سيريا