اعتصام السويداء وخيارات شبانها إما الانضمام لقوات النظام والقتال أو السفر

unnamed (2)

ميكروسيريا

خرجت يوم أمس/ الثلاثاء، الأول من أيلول-سبتمبر، مظاهرات حاشدة لشبان من مدينة السويداء أمام مركز المحافظة، انتفض فيها المتظاهرون على الواقع المعيشي والأمني الذي وصلوا إليه، محملين الأجهزة الأمنية ومسؤولي النظام مسؤولية هجرة آلاف الشبان من المحافظة إلى خارج البلاد.

واتهم منظمو حملة “خنقتونا” التي قادت المظاهرات المسؤولين في السويداء بالسعي لتهجير شباب السويداء وأهاليها من خلال تخفيض مخصصات المحروقات، وزيادة ساعات قطع الكهرباء، وغلاء الأسعار وتحكم التجار، وغياب القانون وانتشار الجرائم، وسرقت مخصصات الأفران وسوء نوعية الخبز، وفوضى السلاح وسوء استخدامه، والسماح بتهريب مخصصات المحافظة، بحسب بيان للحملة.

بعض أهالي المنطقة الذين تمكنت “ميكروسيريا” من التواصل معهم أكدوا أن محافظة السويداء لم تعد آمنة، فالسلاح المنتشر داخل المحافظة مع غياب الرقابة بات يشكل هاجساً للأهالي، وقالوا انه في الآونة الأخيرة تم تسجيل عدد من جرائم القتل، كما تنتشر عصابات السرقة بلا رادع، وخاصة عمليات سرقة السيارات التي شهدت المحافظة العشرات منها خلال الشهر الماضي.

وأضاف بعض أهالي المدينة بأن هذه العصابات تعمل لصالح الأجهزة الأمنية في أغلب الأحيان وفي الأخص الأمن العسكري، وأن رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء “وفيق الناصر” هو المسؤول، وعزوا سبب تغاضي الأجهزة الأمنية عن اللصوص وقطاع الطرق إلى ضمان ولائهم للأجهزة الأمنية، لأن النظام استخدمهم منذ بداية الأحداث لضرب أي حراك في المحافظة وقد استخدمهم بحالات الخطف المتكررة ما بين سهل وجبل حوران.

المأساة داخل المدينة، بحسب تعبير من تواصلت معهم ميكروسيريا، لا تتوقف عند هذه العصابات، فالتحدي الأكبر اليوم أمام أبناء المحافظة يتمثل بتأمين مستلزمات الحياة وسط الغلاء، فالأجهزة الأمنية في المحافظة تتعاون مع عدد من المهربين الذين يخرجون مخصصات المحافظة من المحروقات “ديزل، بنزين، غاز”، حيث تم تخصيص قسيمة لكل سيارة داخل محافظة السويداء بثلاثين لتر كل أسبوع فقط ومن يريد أكثر من ذلك علية شراء المحروقات بسعر “الحر” بدل دفع مبلغ 160 ليرة مقابل كل لتر علية دفع مبلغ 350 ليرة، والوضع ينطبق على كل المشتقات النفطية وهذا ما يشكل تحدٍ أمام ابناء المحافظة.

وتعمل قوات النظام على تهريب الطحين بالإضافة لتهريب المواد الغذائية، وهذا ما سبب بارتفاع جنوني في الأسواق يصعب على المواطن تحمل هذه الغلاء، وهو ما يصب في مصلحة الأجهزة الأمنية لأنها المستفيدة من عمليات التهريب التي تحصل على حساب أبناء السويداء، بحسب المصدر.

مصدر في السويداء أكد أيضاً بأن عزم الآلاف على الهجرة انعكس أيضاً بشكل سلبي على سوق العقارات، الذي شهد انخفاضاً كبيراً في أسعار المنازل والمحال التجارية، نتيجة كثرة العرض وقلة الطلب، فالمئات عرضوا منازلهم للبيع لتأمين المبالغ اللازمة للسفر، ومع غياب فرص العمل يكون شباب المحافظة أمام خيارين فقط، إما الانضمام لقوات النظام والقتال في صفوفها أو السفر.

أخبار سوريا ميكرو سيريا