الزبداني وأسرار مفاوضاتها العسيرة بين حزب الله وأحرار الشام

download (1)

احرار الشام فُوّضت من جبهة النصرة وداعش والجيش الحر والمتحاربين من المعارضة بالمفاوضة عن الجميع

ايليا جزمغناي: الرأي الكويتية

علمت «الراي» من مصادر قيادية في سورية ان أسباب عدم نجاح مفاوضات الهدنة في مدينة الزبداني القريبة من دمشق ومدينتيْ الفوعة وكفريا في ريف ادلب الشمالي يعود الى اسباب متعددة لا تتصل بتركيا – الطرف المفاوض عن «احرار الشام» والمعارضة المسلحة السورية المحاصَرة داخل الزبداني والتي بدورها تحاصر الفوعة وكفريا – بل مردّها الى ان المعارضة المسلحة تريد مكاسب لم تطرحها ابتداءً بل تضاف في كل مرة يُتفق على وقف اطلاق النار بين المتحاربين.

وتشرح مصادر لـ «الراي» ان «احرار الشام فُوّضت من جبهة النصرة وداعش والجيش الحر والمتحاربين من المعارضة بالمفاوضة عن الجميع وقد طلبت – بعد الهدنة الاخيرة – اضافة بند اطلاق سراح 1000 معتقلة في سجون النظام السوري، وكذلك إدخال مدن اخرى مثل مضايا وقرى وادي بردى ضمن الاتفاق الشامل».

وتضيف المصادر ان «المسلحين يرون ان خروج 240 جريحاً و700 مقاتل من مدينة الزبداني لا يساوي خروج المسنين والمدنيين الذين يراوح عددهم بين 35 الى 40 الف نسمة (من الفوعة وكفريا)، ولهذا فقد طلب المسلحون فك الحصار عن مدينة مضايا القريبة من الزبداني وعدم التعرض للمدينة والسماح للمسلحين بالخروج بأسلحتهم الى درعا، الا ان حزب الله والجيش السوري لم يقبلوا ايضاً بشروط احرار الشام المستجدة ولهذا لم يُمدد وقف إطلاق النار لأكثر من 48 ساعة».

وتؤكد المصادر نفسها ان «حزب الله والجيش السوري يحاصران مدينة مضايا التي يُعتقد انه يوجد داخلها نحو 1200 مسلّح غالبيتهم من جبهة النصرة، وآخرين من احرار الشام والفصائل الاخرى، وان معركة الزبداني تأخذ وقتها لافساح المجال للمفاوضات، وان حسم هذه المعركة يمكن ان يتم في وقت قريب جداً اذا وصلت المفاوضات الى طريق مسدود، الا ان حزب الله والجيش السوري يملكان أوراقاً اخرى اذا ذهبت الامور الى الحسم في الفوعة وكفريا، اذ ستتجه المعارك الى مضايا وقرى وادي بردى وجرود عرسال بطريقة مباشرة في حال فشل المساعي التي نعتبر انها لا تزال قائمة بالرغم من مفاوضات النار التي تدور رحاها، فكلما فشلت المفاوضات واضيفت بنود جديدة واختلف المسلحون فيما بينهم على تحسين شروط المفاوضات، تشتد المعارك داخل الزبداني ويقوم المسلحون بمهاجمة الفوعة وكفريا».

وبحسب المصادر فان «المفاوضات الحالية شملت اخراج المسلحين من الزبداني مقابل اخراج المدنيين من الفوعة وكفريا على ان يبقى المسلحون داخل البلدتين وعددهم بضعة آلاف، وكان قد شملهم الاتفاق الاول الذي فشل، وقد تم في الاتفاق الثاني تأكيد بقاء المسلحين داخل المدينتين بناء على اصرار احرار الشام على إبقائهم وعدم خروجهم لانه من الممكن ان يكونوا جزءاً من اتفاق آخر، واليوم تتعرض الفوعة وكفريا لقصف عنيف الا ان الطيران الحربي السوري يقوم بما معدله 20 الى 30 غارة يومية على رأس حربة المسلحين الذين يحاولون دخول المدينتين، وكذلك فقد انحصر المسلحون داخل الزبداني في مساحة لا تتعدى مئاتٍ من الأمتار المربعة بعدما حوصروا ما بعد الثانوية العامة التي أصبحت بيد المهاجمين، ولكن من المؤكد انه مهما طالت المفاوضات، نجحت او فشلت، فان قرار استعادة الزبداني لا رجوع عنه».

أخبار سوريا ميكرو سيريا