عبارة “ماء سبيل” تملأ حارات دمشق ولكن بلا ماء

3

ميكروسيريا

أزمة مياه حادة تعاني منها العاصمة وريفها، وتبدو الأزمة في أولها مع ترشحها للتفاقم، مترافقة مع كذب النظام بالتعويض عن هذا النقص الحاد بواسطة حفر آبار جديدة والجميع يعلم أن حوض بردى والفيجة تعرضا للإنهاك بسبب عمليات الحفر الجائرة التي يقوم بها النظام حتى قبل سنوات الحرب التي ما تزال تأكل كل ما فيها من ماء وثروات كانت تكفي البلاد والعباد.

سبل الماء المنتشرة في كل شوارع العاصمة وحواريها كانت دليلاً على عافية ماء الشام العذب الذي كان أحد نكهات العاصمة التاريخية، وكان صيف السوريين يمر يسيراً فأينما كنت كان الماء يتدفق من السبل الطبيعية الباردة التي تروي العطاش، ويملأ منها العابرون للمدينة كالوناتهم وعبواتهم الزجاجية والبلاستيكية فمن شرب من مائها لا يمكن أن يجد ماء أعذب منه.

اليوم لا سبيل ماء بارد في دمشق القديمة ولا حتى الحديثة، عدا عن بعض البرادات الاي حملت عبارة (أقيم هذا السبيل على روح المرحوم الحاج…). أو كالونات بلاستيكية أمام بعض المحلات التي ما زال أصحابها يؤمنون بأن الماء للجميع ويجزون على سقايته، وفي أغلبها محلات الحلويات والفلافل.

تقنين الماء في الريف جائر بحق الأهالي كما يقولون، فوحدات المياه تضخ الماء كل ثلاثة أيام مرة واحدة لمدة نصف نهار، وأحياناً نتيجة الضغط وانقطاع الكهرباء لا يصل الماء إلى بيوتهم ويضطرون بالتالي إلى شرائه عبر الصهاريج التي تملأ مياهها من آبار ليست نظيفة أو صالحة للشرب.

في العاصمة المياه تكاد أن تكون بالقطارة كما يقول المواطن أبو يوسف، ولا يثق بصلاحيتها بينما مياه الفيجة تصل للمزة 86 ويقوم الشبيحة بغسل سياراتهم بها بينما هم يضطرون لشراء المياه المعبأة من المحال بـ 100 ليرة للتر الواحد، وقد تسبب المياه التي تضخ عبر الشبكات بإصابة أطفال العائلة وبعض الجيران بالتهابات في الأمعاء مع الإقياء وإسهال وهي ظاهرة تنتشر في أغلب بيوت العاصمة ومن أكثر الأمراض انتشاراً خصوصاً مع موجات الحر الشديدة.

سكان العاصمة يخشون على أولادهم وعلى مياه مدينتهم التي اكتظت بالوافدين إليها من بقية المحافظات، وفي كل مرة يقوم بها ثوار وادي بردى بقطع المياه يضعون أيديهم على قلوبهم خصوصاً في المرات الأخيرة عندما تم قطع المياه عن العاصمة للتخفيف عن معاناة الزبداني، ومع تعاطفهم مع ما يجري فيها ألا أنهم يعرفون أن النظام لا يبالي بهم، وأن أعوانه يتدبرون أمر مياهه، وهم فقط من سيتحمل أعباء انقطاع الماء.

كل ما تتميز به الشام في خطر، الهواء الملوث، الغوطة المحاصرة التي تعطش وتجوع، وأيضاً ماؤها الذي يكاد أن يغور في ظل الموت الذي يوزعه النظام على كافة السوريين وخصوصاً في محيطها.

1 (3)

2 (3)

أخبار سوريا ميكرو سيريا