الكاتب السوري مصطفى علوش يوجه رسالة للرئيس الأميركي أوباما

صحف – ميكروسيريا

وجه الكاتب السوري مصطفى علوش في مقال ساخر له، رسالة للرئيس الأميركي باراك أوباما، تحدث فيها عن معاناة السوريين وتجاهل العالم لهم.

إعتذر علوش في مطلع رسالته من تجاوزه الأعراف والتقاليد السياسية الخاصة بالعلاقات بين الأفراد ورؤساء الدول، وتجاوز بأن كيمون وسفير النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري، ومستشارة الأسد بثينة شعبان والجامعة العربية، في إشارة منه على عجز هؤلاء عن إيصال معاناة السوريين.

وقال علوش في مقاله الذي روى حالات واقعية لمعاناة السوريين “يا عم أوباما، ولكن لم يبق أمامي سوى هذا الطريق، فشعبنا السوري يكاد ينقرض، وربما أنت لا تعرف ذلك! عندنا أكثر من مليون مشوّه ومعوق بسبب النظام، وبسبب حربه علينا. وعندنا أكثر من نصف مليون شهيد، وأكثر من نصف مليون معتقل في السجون، و60 في المئة من البنية التحتية السورية المدمرة. إذا لم تصدقني، فاسأل الأمم المتحدة”.

وبأسلوبه الساخر المييز، عبر علوش عن خيبة أمله بالرئيس الأمريكي الذي تميز بلونه الأسود وهي سابقة لم تحدث من قبل في البيت الأبيض، حيث اعتقد الكاتب أن هذا الشخص سيحل مشاكل العرب وسيشعر بمعاناتهم، غير أن هذا التفاؤل تبدد “عندما بدأت ثورتنا السورية وسمعتُ تصريحاتك فقط، ولم أر أفعالاً لك، قلت يا حيف عليك، تتركنا وحدنا في الساحة! نعم، لا تزعل، أمانة منّي، الصراحة مطلوبة. أليست بلادكم أمّ الديمقراطية والحرية في العالم الحرّ؟”.

وفي ذات الوقت رأى علوش أن أوباما “مشغول بمصالح شعبك وأنك ملتزم برنامجاً سياسياً أمامه، ولكن نحن يا عمّ أوباما تُركنا وحدنا لا جدران تسندنا، نموت ونهوي ولا ملاجئ تحمينا. كلهم يكذبون علينا”.

وحذر من ازدياد أعداد اللاجئين بسبب قصف النظام، “لن يبقى في سوريا أحد. هل ترضى يا أوباما أن لا يبقى في سوريا أحد من الشعب؟ ربما فقط تبقى حكومة الحلقي والنظام والمخابرات!”

وأكد على أن السوريين “شعب يحبّ الشعر والجمال ويعشق الحياة، وقد لا تعرف أننا ابتُلينا بحزب البعث، وربما لا تعرف أننا نحبّ الحياة إذا استطعنا إليها سبيلاً، كما قال محمود درويش، وربما لا تعرف أننا نرتّل قصائد رياض الصالح الحسين وحسين حمزة وأغاني أبو عرب وسميح شقير، وربما لم يخبرك أحد بأننا نحب الطرب والغناء والرقص ونتفنن في ابتكار طرائق الفرح، وبأننا مثل بقية شعوب الأرض قمنا بثورة نظيفة نقية رائعة فيها كل مواصفات الثورات النقية. لكنك، أنت والعالم الغربي، تركتمانا وحدنا أمام جيش الأسد وأعوانه، بلا حماية. وحولتما ثورتنا إلى قضية إغاثة”.

وطالب علوش الرئيس الأميركي بنفي ما يروجه إعلام النظام وأن يقول “نحن لسنا جزءًا من المؤامرة الكونية على النظام السوري، وأننا تركنا الشعب وحده إلى مصيره”.

وفي النهاية ختم علوش مقاله “أعرف أنك ستبقى مشغولاً عن سوريا حتى نهاية عهدك، لذلك سأقول لك إن الولايات المتحدة فقدت هيبتها في عهدك، وربما ستهددكم قريباً ميليشيات الأسد. أي نعم. يمكنك أن تسأل جاري أبو علي أيضاً، فرأيه هو هكذا تماماً. رجاؤنا أن تخرج من الرئاسة لنرى غيرك، والرجاء أن تعرف أني لست من أطباء الأسنان ولا من المزارعين، إنما أنا مواطن سوري فقير هجّره النظام ولم يعد أمامه سوى الصراخ”.