زنوبيا، ملكة تدمر الشهيرة عبر التاريخ “غادرت” اليوم الاثنين على شكل تمثال، وضعوه مع عربتها الملكية في “ساحة الأمويين” وسط دمشق، ليبقى 3 أيام ضمن معرض فعاليات عن “الفن والإبداع” تقيمه وزارة السياحة السورية تحت عنوان “من تدمر إلى دمشق”، متحولة بالمعنى المجازي إلى طالبة لجوء خارج أرضها في تدمر، وواحدة من ملايين السوريين المشردين في 5 قارات.

خبر انتقال تمثالها إلى ساحة الأمويين أكده وزير السياحة السوري، المهندس بشر يازجي، إضافة إلى صور وفيديو تعرضه “العربية.نت” الآن عن نقله، ويعيد ذاكرة التاريخ إلى المعروفة أيضاً باسم “الزباء” التي حكمت منذ كان عمرها 14 سنة، من 240 إلى عام 274 ميلادية، قادت أثناءها مع زوجها “أذينة” عصياناً على إمبراطورية روما، تمكنا فيه من السيطرة على معظم سوريا، وبعد وفاة الزوج غزت إمبراطورية تدمر جارتها مصر لفترة وجيزة قبل أن يتمكن الإمبراطور أوريليانوس من هزيمتها وأسرها إلى روما، وفيها توفيت لسبب غير معروف للمؤرخين حتى الآن.

اسم “الزباء” أطلقه عليها العرب، مستمداً من الحقيقي الآرامي “بات زباي” معناه “ابنة زباي” كما عرفوها باللاتينية باسم Julia Aurelia Zenobia وباليونانية “سبتيما زنوبيا” ويكتبون في ما قرأته “العربية.نت” عنها في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، أنها برغم “تحدرها من عائلة آرامية، فإنها زعمت أن أصلها “بطلمي” لتشبيه نفسها “بكليوبترا” وهو قول مشكوك فيه، فيما ذكر أول مفسر للقرآن، أبو جرير الطبري، أنها “كانت من عماليق العرب” على حد اعتقاده.

477
والتمثال ليس من آثار تدمر التاريخية، لكنه يمثل ملكتها والمفترض أن يكون في متحف تدمر

تمثال زنوبيا، المفترض أن موطنه في تدمر، فر منها هرباً من التنظيم “الداعشي” الذي سيطر على تدمر في مايو الماضي، ودمر أهم معبدين فيها حتى الآن، وينوي تدمير المزيد، غير عابئ بتراث امرأة شملت مملكتها كل سوريا وامتدت إلى شواطئ البوسفور في تركيا حتى النيل في مصر، جاعلة من تدمر أهم الممالك وأقواها في الشرق القديم، إلى درجة أن الإمبراطور الروماني أورليانوس اضطر إلى التفاوض معها لتأمين حدود إمبراطوريته، كما ولوقف زحف جيشها عليه مقابل الاعتراف بألقاب ابنها، وهب اللات، وامتيازاته الملكية، لكنه كان يتأبط بها شراً من دون أن تدري.

في العام 271 ميلادية أرسل جيشاً قوياً إلى أطراف مملكتها بتدمر، وآخر قاده بنفسه إلى سوريا، ودارت معركة دموية كبيرة، انتهت بهزيمة التدمريين، ووقوعها في الأسر بعد عام، ثم اصطحبها معه إلى روما بعد قتله لبعض كبار قادتها ومستشاريها تنفيذاً لأمر محكمة مثلوا أمامها في مدينة حمص، وفي روما توفيت عام 274 بظروف غامضة، تاركة للتاريخ آثار مملكتها، وأهمها تمثالها الذي أصبح الآن لاجئاً مع اللاجئين السوريين.

478
ونقلوا أيضا عربتها الملكية مع التمثال