حديث لـ”اتحاد الديمقراطيين السوريين” مع العلماء والشيوخ الأفاضل


598

حديث اتحاد الديمقراطيين السوريين مع علمائنا وشيوخنا الأفاضل

اتحاد الديمقراطيين السوريين-

يتوجه اخوتكم وأبناؤكم في “اتحاد الديمقراطيين السوريين” إليكم بهذا الحديث، طالبين إليكم اخذ موقف صريح وواضح من ظاهرة إجرامية تسمم حياتنا بأفكارها وممارساتها التي تناقض كل ما نشأنا عليه وآمنا به من قيم وثوابت دينية وانسانية ووطنية. هذه الظاهرة الشاذة والخطيرة، التي لا تشبهنا، أسمت نفسها “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، أو “داعش”، بعد أن تسللت إلى بلادنا ثم غزتها باسم الجهاد، بيد أنها لم تفعل شيئا غير خيانته، وغير خدمة النظام وإعادته الى المناطق التي أخرج منها، وخاصة منها تلك الواقعة بين حدود العراق ومنطقة الساحل، حيث قصرت “داعش” جهادها على اغتيال واختطاف وقتل ضباط الجيش الحر، واعتقال ومطاردة واخفاء شخصيات مدنية ومواطنات ومواطنين عاديين، ومطاردة واعتقال مثقفين وفنانين ورجال دين يرفضون خزعبلاتها، وعملت لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية ولتمزيق وتفريق صفوف شعبنا، وتحريك واستغلال ما في مناطق انتشارها من خلافات قديمة وجديدة، ونهب ثرواتنا الوطنية، الذي يعد جريمة ضد مصالحنا العليا ويحرم صاحبها الحقيقي، شعبنا الثائر، من عوائدها في محنته الحالية، التي تجعله بأمس الحاجة إلى غذاء ودواء وتعليم وتربية وسكن، فضلا عن قيام “داعش” بتقويض مقاومة شعبنا لنظام الاجرام الاسدي، شريكها في القتل والإرهاب وفي القتال ضد الجيش الحر وقوى الحرية والثورة.

سادتنا الافاضل: هل من المصادفات أن تكون داعش قد قاتلت وقتلت ولاحقت وأخفت وعذبت كل من قاتل النظام أو قاومه أو تظاهر ضده من مدنيين وعسكريين؟. وهل يجوز بعد اليوم التغاضي عن جرائمها التي تغطي كل منطقة دخلتها بالخداع والغدر، لم تترك فيها شيئا كما ارادت الثورة له أن يكون، ولم تعتق أسرة واحدة من بطشها وظلهما واعتداءاتها المنظمة، وهل تعتبر تنظيما جهاديا إن كانت قد دأبت على شن حملاتها بالتنسيق مع مخابرات الأسد، واستهدفت بتكليف منه الأحرار والمقاتلين والمناضلين من جميع الفئات والتوجهات، حتى ليبدو وطننا وكأنه سقط تحت احتلال مزدوج: واحد في الجنوب يمثله النظام، وآخر في الشمال تجسده عصاباتها. وأخيرا، هل من المقبول او المفهوم أن يصمت أفاضل شيوخنا وعلمائنا عن ممارستها، وعن الضرر الفادح الذي تلحقه بقضية شعبنا العادلة وحقوقه المشروعة، التي تعتبرون مؤتمنين عليها بحكم الدين ومصالح الدنيا ؟.

تعلمون أن جرائم “داعش” بدأت ترعب شعبنا وتدفع قطاعات غير قليلة منه إلى هجر الثورة والعودة إلى أحضان النظام، ونعلم أنكم خير من يفهم عواقب هذا التطور ويدرك خطورته، وأنكم من يجب ان يبادر إلى قول الكلمة الفصل فيه، التي نأمل أن لا يطول انتظارها، وأن تأتي ناصعة كضمائركم الحية وحقوق شعبنا الصابر، الذي لا يجوز ان يسلبه غزاة “داعش” الأغراب بالاحزمة الناسفة والاغتيالات والخطف مكتسبات حققها بتضحيات تجل عن الوصف، لن يكون في حال استسلمنا لها او سمحنا لها بتوطيد اقدامها في بلادنا سوريا شخصاً واحدا بخير وامان.

السادة العلماء والشيوخ ورجال الدين الأفاضل: لقد حان وقت قيامكم بواجبكم: دافعوا عن دينكم وشعبكم بحرية ضمائركم. دافعوا عن المؤمنين والإيمان، لا تتركوا دينكم ووطنكم يسقطان بين أيدي غزاة تسللوا إلى بلادكم كي ينفذوا جرائمهم بالتحالف مع نظام ظالم ومعاد لله والانسان، ولا تصمتوا على انتقامهم من بناتكم وأبنائكم واخوتكم وآبائكم، لأنهم ثاروا على طغيان الأسد والبعث ومنتهكي كراماتهم. لقد حان وقت فضح “داعش” ومواجهتها، كي لا تنطلي أضاليلها على الناس فتكون كارثة لا تقل فظاعة، إن لم تكن أشد فظاعة، من  الكارثة التي تسبب بها السكوت عن الأسد البعث، والصبر على ظلمه،  والخوف منه !.

أخبار سوريا ميكرو سيريا