مقابر جماعية بلا أثر .. التذويب بالأسيد !

مع بداية الثورة السورية انتشرت ظاهرة المقابر الجماعية، التي يكتشفها الثوار بعد تحريرهم لأي نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام، حيث رصد الناشطون وخبراء التوثيق في الثورة عشرات المقابر الجماعية على طول الأراضي السورية. ومع اقتراب وصول الثورة إلى عامها الخامس ازداد بشكل مضطرد عدد المفقودين ونقصت بالمقابل عدد المقابر الجماعية، رغم اتساع رقعة المناطق التي انتزعها الثوار من أيدي النظام، ويبقى السؤال أين المفقودين وأين جثثهم ؟؟. عادةً يواظب أهالي المعتقلين على مراجعة الفروع الأمنية ، لمعرفة مصير ذويهم، في حين سجلت آلاف الحالات عن ابلاغ قوات النظام أن أبنائهم ماتوا، وتكتفي باعطاء الهوية الشخصية، بالإضافة إلى ورقة تثبت دفنهم في مقبرة" نجهة " بالقرب من منطقة السيدة زينب في ريف دمشق. سرقة الأعضاء و تذويب الجثث في بركة أسيد وبعد البحث عن مصير القتلى وكيف يتم التعامل معهم، كشف أحد ضباط المخابرات الذي يؤمن بالثورة وما زال يعمل مع النظام  أن قوات الأسد تنقل الجثث من الفرع 215 في المربع الأمني بكفر سوسة في دمشق، إلى مستشفى الأسد الجامعي، حيث يتم سرقة أعضاء من الذين تم تصفيتهم أو من ماتوا تحت التغذيب، ومن ثم تعود الجثث إلى مستشفى 601 العسكري في المزة لتُلقى في بركة مليئة بـ"الأسيد" أنشأها النظام في إحدى أقبية المستشفى. وأوضح الضابط الذي رفض الكشف عن هويته أن بعد عملية التذويب يتخلص النظام من محتويات البركة كل يوم أحد، من خلال إرسالها إلى الصرف الصحي. البركة فكرة العميد علي العبدالله ذراع ماهر الأسد وأشار الضابط أن "بركة الأسيد" هي فكرة العميد "علي العبد الله" في المخابرات الجوية، والذي يعتبر أحد أذرع "ماهر الأسد" زعيم الفرقة الرابعة في قوات النظام. وأكد الضابط أن موضوع "البركة" ماتزال سرية للغاية، ولا يسمح لأحد من الإقتراب منها، مشيراً إلى أن أحد عناصر المخابرات رُمي في بركة الأسيد حياً، وذلك بسبب محاولته تصوير البركة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن قوات الأمن ألقت 27 جثة للمعقتلين في يوم واحد. كما أشار الضابط إلى أن عدداً كبيراً من السكان المقيمين بالقرب من هذه المستشفى ،هجروا منازلهم بعد تأذيهم من الروائح الناتجة عن البركة. وفي السياق، أكدت لنا السيدة "أم محمد"، التي كانت تسكن بالقرب من المستشفى عن روائح غريبة تصدر من جهة المستشفى. يذكر أن أعداد المفقودين والمعتقلين قسرياً، بما يتضمنهم من شهداء مجهولي الهوية والشهداء المعتقلين. و يهدف النظام من خلال استخدام مادة "الأسيد" لإذابة الجثث إلى طمس جميع الدلائل التي تدينه بقتل عشرات اللآلاف من السوريين، حيث تصبح عملية التعرف على هوية الأشخاص الذين قضوا في هذه البركة مستحيلة. الجدير بالذكر أن عدد حالات الإختفاء القسري منذ 45 عام وحتى اليوم أي في عهد نظام الأسد الأب والابن حوالي 103511 على أقل تقدير، منهم 17000 تقريباً في فترة حكم حافظ الأسد و 86511 منهم في فترة حكم الأسد الإبن، وتحديداً منذ إندلاع الثورة السورية في آذار 2011.