وسط غضب شعبي على فشل “عصفة الجنوب”.. قادة الجبهة الجنوبية يتجهون إلى مكة للحج


تعبيرية

ميكروسيريا

اجتاحت في الآونة الأخيرة، موجة من الغضب الشعبي على الفصائل المقاتلة في درعا بعد انتشار الأنباء التي تؤكد نهاية عملية عاصفة الجنوب التي كان يعول عليها أهالي المدينة بتحرير ما تبقى تحت سيطرة النظام من مدينتهم، وازداد هذا الغضب وتحول إلى نوع من الاحتقان بعد أن سمع الأهالي بأنباء مغادرة عدد من قادة هذه المعركة إلى السعودية لأداء فريضة الحج، ما اعتبروه هروباً من المسؤولية.

وعلمت “ميكروسيريا” من مصدر خاص من داخل الجبهة الجنوبية أن مجموعة من قادة الصف الأول الجبهة الجنوبية توجهوا لأداء فريضة الحج وسط حالة من الفوضى التي تشهدها حوران بصفة خاصة وسوريا بشكل عام ومنهم “صابر سفر” قائد الجيش الأول أكبر تشكيلات الجبهة الجنوبية، و “خالد النابلسي” قائد عمليات الجبهة الجنوبية، و “أحمد الحريري” قائد فرقة صلاح الدين. إضافة إلى “عبد الله قراعزه، ابو حسن السلامات” وقد علمت ميكروسيريا من نفس المصدر أن اثنين من قادة الجبهة الجنوبية هاجرا إلى أوروبا.

ناشطون من درعا قالوا إن عملية عاصفة الجنوب حملت نتائج كارثية على مدن وبلدات حوران وتسببت بتهجير عشرات الآلاف من السكان المدنيين من أحياء درعا البلد ومن بلدات “عتمان، النعيمة، اليادودة ” وأستشهد على إثر المعركة أكثر من 130مقاتل وأصيب المئات بالإضافة لأكثر من 400 شهيد من المدنيين، وبحسب ناشطين فإن قوات النظام خلال عملية عاصفة الجنوب ألقت أكثر من 3200 برميلا وحاوية متفجرة وصاروخ فراغي مما تسبب بنسبة دمار تصل إلى 90في المائة من أحياء درعا والبلدات المحيطة.

وبحسب المصدر، فإن كل هذه الخسائر منيت بها الحاضنة الشعبية للثورة والثوار في درعا، دون أي تقدم يذكر على الأرض، مما دفع معظم الناشطين في حوران لشن هجوم على قادة عملية عاصفة الجنوب وتحميلهم مسؤولية فشل العمل وبأن العمل خلق نوع من الإحباط وكان له أثر كبير بزيادة أعدد المهاجرين، وبأن مئات الشباب “عزفوا عن الكفاح المسلح وقرروا الهجرة بسبب الإحباط الناتج عن فشل عملية عاصفة الجنوب”.

وفي اتصال لـ “ميكروسيريا” مع عدد من الناشطين في حوران أكدوا أن الأولوية اليوم يجب أن تكون لترتيب البيت الداخلي بعد فشل عملية عاصفة الجنوب، ولتنسيق الجهد مع بقيت الفصائل وتحديداً بهذه الوقت ولتخفيف الضغط عن جبهات الغوطة الشرقية ومدينة “الزبداني” كما أكد الناشطين أن توقف الحراك في حوران سيعطي لنظام افضلية وسينعكس بشكل سلبي على بقيت الجبهات في سوريا.

وأضاف بعضهم بأن توجه القادة لأداء فريضة الحج يمثل نوع من الهروب من تحمل المسؤولية تجاه الثورة السورية وتجاه البيئة الحاضنة، فإن الأولية اليوم تتمثل بفتح عمل يكون متناغم مع ما يحصل في غوطة دمشق الشرقية من أجل الضغط على النظام في عقر دارة، بالإضافة لتأمين مأوى لعشرات آلاف من المهجرين وخصوصاً أن فصل الشتاء على الأبواب، ومعالجة ظاهرة الهجرة لدى الشباب وتحديدا النخب من أبناء الثورة الأوائل،  كما أكد الناشطين أنهم في اليوم التالي لإعلان توقف عملية عاصفة الجنوب كانوا ينتظروا خطوات على الأرض من قبل قادة الجبهة الجنوبية لإعادة الثقة وإذ بهم يفاجئون بخبر سفر القادة وترك أرض المعركة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا