يزيد صايغ: لماذا لن يتغير الوضع في سوريا ؟


اسطنبول ــ ميكروسيريا

اعتبر الباحث في مركز كارنيغي يزيد صايغ أن الاتصالات السياسية على مستوى كبار المسؤولين بين القوى الخارجية الرئيسية في سوريا لن تفضي إلى أي تغيير في الوضع القائم في البلاد.

واعتمد الصايغ في تقييمه الذي نشرته صحيفة الحياة اللندنية، على تحليل الوضع القائم بالنسبة للنظام والمعارضة، حيث رأى أن النظام ما يزال يحتفظ بالعناصر الرئيسية التي تمكنه من الاستمرار بالرغم من الانتكاسات العسكرية الأخيرة وخسارته للعديد من المواقع الهامة لصالح قوات المعارضة.

وذكر الكاتب عدة أمثلة يستخدمها النظام في دعم ادعائه بأنه يمثل كل سوريا وتشكل قسما هاما من استراتيجيته الهادفة لبقائه واستمراره، منها سيطرته على المراكز الإدارية للمحافظات مما يخوله السيطرة على السكان بما في ذلك مناطق المعارضة، الذين يعتمدون على الحكومة في توفير الخدمات ومختلف الوثائق الرسمية للازمة، كما يواصل نظام الأسد دفع المرتبات والمستحقات الأخرى لموظفي الدولة في معظم أنحاء البلاد.

على الصعيد الاقتصادي يستمر الدعم الإيراني والروسي لتغطية الحرب التي يشنها الأسد، كان آخرها الخط الائتماني الجديد المقدم من طهران والبالغ قيمته مليار دولار، كما يساهم هذا الدعم في الحفاظ على واردات الطاقة والغذاء أو على الأقل إبطائها.

أما النقص البشري الحاصل في صفوف قواته فيستطيع النظام تجنيد حوالي 25 ألف مجند سنويا، إذا ما افترضنا أن معدل التجنيد هو 10 بالمئة مقارنة بالمعدل السنوي لمرحلة ما قبل الأزمة، وإن كان هذا العدد يكفيه لتعويض الخسائر القتالية، لكنه يكفي بالتأكيد لكسب الوقت بحسب الصايغ.

في الطرف المقابل فالتصعيد التركي ضد حزب العمال الكردستاني يعقد سياسة أنقرة الداخلية وربما يحدّ من قدرتها على إقناع الولايات المتحدة بالانضمام إليها في العمل ضد نظام الأسد. وبالمثل فإن تدخّل مجلس التعاون الخليجي في اليمن قد يضع قيوداً على قدرة الدول الأعضاء على الاستثمار في شكل أكبر في سوريا.

وفي موازاة ذلك، فإن الحملة العسكرية التي تشنّها حكومة بغداد ضدّ تنظيم “داعش” في العراق لم تتطوّر إلى الآن لتصبح هجوماً مضاداً شاملاً ذا مغزى، ما يضمن أن محاربة التنظيم ما تزال الأولوية الأكثر إلحاحاً بالنسبة الى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

وختم الصايغ مقالته بالتأكيد على أن كسر ديناميكية الصراع المدمر في سوريا، تتم عبر اتخذا خطوات ملموسة من قبل الدول الغربية لفرض وقف استخدام البراميل المتفجرة والهجمات بالأسلحة الكيماوية والاستهداف المتعمّد للمدنيين في سوريا، ما من شأنه فرض إعادة تقييم الموقف الاستراتيجي على روسيا وإيران، من دون نظام الأسد.