on
أنقذوا التل .. حملةٌ لتسليط الضوء على مدينة المليون نازح في ريف دمشق
دمشق: ميكروسيريا
أطلق ناشطون منذ أيام، حملةً جديدةً للفت الأنظار إلى الوضع الإنساني المتردي في مدينة التل شمال العاصمة دمشق، بعد الحصار الخانق الذي فرضته قوات النظام قبل حوالي الشهرين على المدينة التي استقبلت أضعاف عدد سكانها من النازحين.
“أنقذوا التل” هو الاسم الذي اختاره منظمو الحملة الالكترونية التي سعوا من خلالها لتسليط الضوء على المدينة الغائبة عن التغطيات الإعلامية، على الرغم من الوضع المعيشي المتردي في المدينة.
وأكد أحد منظمي الحملة لـ “ميكروسيريا” أن الحملة تهدف لتسليط الضور على معاناة أهالي بلدة التل في ظل حصار قوات النظام لها، والمطالبة بفك الحصار عن البلدة الذي سيدخل شهره الثالث، وأضافوا أن حملتهم لاقت رواجاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن جانبه قال الناشط “عمر الشامي” أحد أبناء مدينة التل، إن بلدة التل دخلت شهرها الثالث من الحصار، وتحوي ما يقارب المليون نازح معظمهم من مدينة دمشق والغوطة وحمص، بالإضافة لساكنها الأصليين البالغ عددهم أكثر من مئة ألف سمة ما يجعلها تجمعاً سكانياً مزدحما.
وأضاف أن قوات النظام ما زالت تغلق الطرقات، وتمنع السكان من الدخول والخروج من البلدة، وتسمح فقط للطلاب والموظفين في الدوائر الحكومية بالخروج مشياً على الأقدام.
وأشار إلى أن غالبية المحال التجارية في البلدة أغلقت أبوابها بسبب نفاد بضائعها، بالإضافة لانعدام مادة الطحين في البلدة مما أدى إلى توقف الفرن الآلي عن العمل، وانعدام حليب الأطفال بشكلٍ كامل، وانقطاع مادة الغاز والمازوت والبنزين، كما تعاني الصيدليات نقصاً كبيراً في الأدوية.
وحذر من أن الوضع في المدينة ينذر بكارثةٍ صحية، وخاصةً للأطفال والنساء، في ظل توجه المستشفى الوحيد في البلدة للإغلاق، بسبب نفاد المعدات والأجهزة الطبية ومواد التخدير اللازمة لإجراء العمليات الجراحية، ونفاد أسطوانات الأوكسجين بشكلٍ شبه كامل.
وقال إن العديد من حالات الوفاة كان سببها عدم قدرة مستشفى البلدة على علاجها، ومنع حواجز قوات النظام المرضى من الخروج من البلدة لتلقي العلاج في مشافي مدينة دمشق.
وجهاء المدينة ولجان المصالحة سعوا من خلال اتصالاتهم مع مسؤولي النظام لفك الحصار عن المدينة، إلا أن كافة المساعي ووجهت بالرفض من قبل النظام، بحسب الشامي، الذي أوضح أن النظام يشدد الحصار على سكان المدينة لإرغامهم على تنفيذ مطالبه، بتسليم الثوار أنفسَهم لقوات النظام مع أسلحتهم، والتحاق المتخلفين عن الخدمة الإلزامية بخدمتهم.
وحول دور المنظمات الإنسانية والهيئات الإغاثية فال النشط الشامي، إن منظمة الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية الموجودة في المدينة أعلنت عن نفاد المخزون الغذائي لديهم، والذي كان يعتبر المورد الوحيد لمعظم العائلات الفقيرة في مدينة التل.
كما أشار “الشامي” إلى أن ما وصفها “جرائم النظام” بحق أهالي التل تجاوزت حدود المدينة، حيث قامت ميلشيات تابعة لقوات النظام منذ عدة أيام، بذبح أربعةٍ من عائلة واحدة من أبناء البلدة تقطن في ضاحية حرستا، وهي عائلة “مصباح الشلبي”، حيث حاولوا الاعتداء على إحدى فتيات العائلة، حاول الأب منعهم، فقام عناصر الميليشيا بذبح الفتاة ووالدها وأمها وزوج أختها، فيما لم يعرف مصير باقي أفراد العائلة.