التنسيق الروسي الإسرائيلي في سوريا

قالت تقارير إعلامية إسرائيلية اليوم الأحد، إن سلاح الجو الإسرائيلي باشر بتأسيس وحدة خاصة للتنسيق العسكري مع القوّات الروسية المتواجدة في سوريا، قبل زيارة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، المقرّرة يوم غد الاثنين للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدة أن التنسيق العسكري يصب في مصلحة إسرائيل وروسيا. ونقل موقع 'واللا' عن مسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي قوله إن 'سلاح الجو باشر في الأيام الأخيرة بتأسيس وحدة تنسيق عسكري بين الطيران الإسرائيلي والروسي'، مضيفًا أن 'الهدف الأساسي من الزيارة هو تنسيق العمل على مستوى القيادة السياسية العليا، وبعدها فإن الأمر سيصبح أسهل على أرض الواقع بين الجنود'، مشيرًا إلى أن 'التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي مصلحة مشتركة لكلا البلدين'. وأكدت التقارير أن الهدف من زيارة نتنياهو لروسيا هو التنسيق العسكري بين القوّات الروسية والإسرائيلية، لضمان حريّة العمل العسكري في سوريا وعدم اعتراض الطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء السورية. ومن الجدير ذكره أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، هرتسي هلفي، سيشاركان في الزيارة، ممّا يعود ليؤكد أن الهدف للزيارة هو عسكري أكثر ممّا هو سياسي. وأضاف المسؤول أن 'نتنياهو سيعرض أمام بوتين الخطوط الإسرائيلية الحمراء، المتمثّلة باعتراض الطائرات الإسرائيلية بالأجواء السورية، وضمان عدم السماح بتمرير أسلحة من سوريا إلى لبنان'. وفي المقابل أكد المسؤول أن 'هرتسي سيستعرض أمام بوتين الوضع الاستخباراتي في سوريا، ونشاط إيران في الجولان'. بدورها، قالت صحيفة 'هآرتس' إن 'وجود المقاتلات الروسية بسوريا لا يهدف إلى اعتراض تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي لا يحتاج إلى مقاتلات من نوع 'سوحوي 27'. في إشارة إلى أن الوجود العسكري يهدف إلى حماية نظام الأسد. من جانبه، قال الموقع الإلكتروني لصحيفة 'يديعوت أحرونوت' إنه 'من شأن الوجود الروسي في سوريا أن يحافظ على الاستقرار بالجبهة الشمالية، وأن يمنع أي اشتباك محتمل بين إيران المتواجدة بسوريا وإسرائيل'. وأضاف الموقع أن 'الهدف من الزيارة هو ليس الحفاظ على الاستقرار بالجبهة الشمالية فقط، بل تعزيزه أيضًا'. وحول هذا الاستقرار، قال الموقع إن 'من شأن التنسيق العسكري الإسرائيلي- الروسي في سوريا أن يمنع حرب محتملة'، مضيفًا أن 'المصلحة الإسرائيلية تقضي بعدم فوز أي من الأطراف في الحرب الأهلية السورية، وأن يبقى الجميع منشغلا بالاقتتال الداخلي هناك'. وفي وقت سابق، قال المحلل العسكري في صحيفة 'معاريف' ألون بن دافيد، إن التواجد الروسي في سوريا يخدم المصالح الإسرائيلية، ومن شأنه أن يحافظ على الاستقرار الذي تريده إسرائيل هناك، حيث النظام منهار و'داعش' في الشرق، وحزب الله مشغول بسوريا، مشيرًا إلى أن محافظة روسيا على الوضع القائم يخدم إسرائيل. ونقلت 'معاريف' عن مسؤول أمني أن إسرائيل تسعى لضمان حرية التحرك العسكري في سوريا لجهة استهداف شحنات أسلحة متجهة لحزب الله،  إذ قال إن 'إسرائيل لن تسمح بخرق سيادتها في المنطقة، سنحافظ على قنوات تواصل مع روسيا لضرب أي تحرك ونقل أسلحة في المنطقة'.