العقيد عبد الله الأسعد لـ “كلنا شركاء”: روسيا تدخلت للحفاظ على مصالحها بعد سقوط النظام


العقيد عبد الله الأسعد

درعا: ميكروسيريا

شهد الشهرين الماضي والجاري هدوءً نسبياً على جبهات القتال في مدينة درعا خصوصاً وفي المحافظة بأكملها بشكل عام، وكانت آخر المعارك التي خاضها الثوار في المنطقة في شهر تموز/ يوليو الماضي، حين أعلن الثوار عن مرحلة جديدة من معركة عاصفة الجنوب.

وللوقوف على أسباب هذا الهدوء في المنطقة، وتداعيات التدخل الروسي في سوريا، التقت “ميكروسيريا” العقيد الدكتور “عبد الله الاسعد” أحد قياديي الجبهة الجنوبية، الذي أوضح أنه في اي زمان واي مكان، وأي ظروف لا توجد معارك يكتب لها النجاح الا إذا توافرت عدد من الشروط والعناصر، كالتحضير الجيد لخوض المعركة وتحضير الخطط والوثائق اللازمة، واتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع المواقف الطارئة أثناء سير المعركة. ولاستطلاع المستمر والدقيق لقوات النظام ومتابعة تنقلاتهم ومقراتهم، وتجهيز كافة الوسائط النارية التي ستشارك في المعركة. وتنظيم وتنسيق التعاون بين مختلف الفصائل المشتركة في المعركة.

وأردف أن كل هذه الشروط الاسباب إذا لم تتوافر في اي معركة فهي فاشلة لذلك ليس المهم ان نبدأ معركة، ونهدر الذخيرة وتستنزف قواتنا وسلاحنا ونخسر الكثير من الشهداء، ونقتل الروح الهجومية لدى مقاتلينا.

وقال إن الجميع يعلم ان فصائل الجبهة الجنوبية خاضت معركة استمرت أكتر من شهرين لم يكتب لها النجاح، وعلى العكس أثرت هذه المعركة على معنويات المقاتلين سلباً، وعلى الحاضنة الشعبية أيضاً. وسببت شرخاً كبيراً بين الثوار والمدنيين، لذلك هدوء الجبهة الجنوبية كانت له أسباب منها ما تم ذكره ومنه لا مجال لذكره الآن، بحسب العقيد الأسعد.

التدخل الروسي

ورداً على سؤال حول التدخل الروسي على خط الصراع في هذه الوقت، قال “إن تحدثنا عن تدخل روسيا الآن نكون مخطئين، لأن روسيا ألقت بثقلها المسموح به في معركة إنقاذ بشار الاسد منذ البدايات الأولى للمعركة، حاولت بقوة الانتقام من الشعب السوري وتطبيق تجارب جديدة لها على أرض سوريا لأن النظام الروسي لا يختلف كثيراً عن نظام الهيمنة والديكتاتورية في سوريا”.

أما الآن وفي هذه المرحلة التدخل الروسي قد يفهم منه بان روسيا دخلت للحفاظ على القاعدة البحرية المتواجدة في طرطوس، وربما هناك قواعد في داخل سوريا، وحتى هناك خبراء روس يعملون في مركز البحوث العلمية بالعاصمة دمشق. وقد جاء ذلك التدخل خوفا من السقوط المفاجئ لبشار الاسد وأركان حكمه. لذلك تكون روسيا قد وضعت يدها على مصالحها في المنطقة، بحسب القيادي في الجبهة الجنوبية.

مستقبل الثورة السورية

ويرى العقيد الأسعد أن الثورة السورية على الرغم من معاداة وخذلان معظم العرب ودول العالم لها، وحرف مسارها بالدسائس والمكائد، ستبقى مستمرة بالنجاح، لأنها “ثورة شعب بأكمله ضد نظام حكم فاشل يرتكز بالحقد على شعبه لأنه ليس من أبنائه”.

وقال إنه على الرغم من أنه بدأت في هذه المرحلة وجوه لم نراها في السابق تظهر تقدم نفسها على أنها تمثل الشعب السوري، فالثورة مستمرة بقوة وبزخم وما انتصاراتها المتلاحقة الأخيرة إلا برهان على ان شعلتها ستبقى متقدة حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت من اجلها.

أخبار سوريا ميكرو سيريا