حي الوعر الحمصي بين فكي حصار ونداءات عاجلة لإنقاذ حياة 150 ألف نسمة

22 سبتمبر، 2015

حمص: ميكروسيريا

يعيش حي الوعر المحاصر في مدينة حمص منذ بداية الشهر الجاري حصاراً مطبقاً على جميع الأصعدة الإنسانية والعسكرية، فمنذ الأول من أيلول-سبتمبر الجاري، تمنع قوات النظام وميليشياتها دخول المواد الغذائية والطبية إلى الحي.

وكانت الميليشيات الموالية للنظام خرجت عن طاعته في ذلك الوقت وقطعت جميع الطرق المؤدية إلى الحي، في رد منها على ما أسمته “تخاذل النظام” في نصرة بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام في ريف إدلب، ومنعت هذه الميليشيات دخول كافة المواد، حتى المساعدات المقدمة شهرياً من منظمة الصحة العالمية فيما تقوم الميليشيات الشيعية المتواجدة على الأطراف الجنوبية الغربية بقصف الحي بمختلف أنواع الأسلحة ما يهدد بكارثة بشرية لأكثر من 150 ألف نسمة داخل الحي

“حسان” صيدلاني من داخل الحي قال في حديث مع “ميكروسيريا” أن هذا الشهر لم تدخل علبة دواء واحدة إلى الحي، ومن المفترض أنها تدخل في السبت الاول من كل شهر مقدمة من منظمة الصحة العالمية وأشار “حسان” إلى أن صيدليته على أبواب الإغلاق نتيجة النقص الحاد في جميع المستلزمات الطبية، وخصوصا للأمراض المزمنة والأطفال.

وأضاف أن حال جميع الصيدليات في الحي يشابه حاله وأن الحي يستعد لدخول كارثة طبية، لأن الميليشيات مازالت تمنع دخول سيارات الدواء والغذاء وحتى دخول الأطباء لمستشفى البر، وتابع “حسان” أن اللقاحات مشكلة تضاف لمشاكل الحي الطبية حيث يحتاج الحي لأكثر من 11 ألف جرعة لقاحات مختلفة أهمها السحايا والحصبة وغيرها من الامراض بالإضافة لنقص الأدوات الإسعافية التي تقدم للمصاب جراء القصف.

فيما قال “ياسر” مدير إحدى الجمعيات الإغاثية في الحي أنهم سيتوقفون عن توزيع السلال الغذائية في الشهر القادم نظرا لانعدام الموارد الغذائية، ومنع قوات النظام دخول شاحنات المساعدات المقدمة من منظمة “الأوتشا” التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة الأغذية العالمية واضاف أن حتى سيارات الخضار والأجبان واللحوم منعت من الدخول منذ أسابيع طويلة والاستهلاك داخل الحي يزداد نتيجة الكثافة السكانية بالتزامن قدوم عيد الأضحى المبارك.

وقدر “ياسر” أعداد العوائل المسجلة في جميع جمعيات الحي بأكثر من 16 ألف عائلة تحتاج لسلال غذائية شهريا تعتبر من ركائزها الغذائية نظرا لفقر العوائل

وفي لقاء مع مدير فوج الدفاع المدني “أبو عامر” قال أن الأسابيع الأخيرة كانت قاسية جدا على الحي من ناحية التصعيد العسكري على الحي، ففي آخر أسبوع فقد الحي أربعة شهداء ونحو 20 إصابة، إضافةً للحالات المرضية التي يقوم الدفاع المدني بنقلها والتي تتجاوز 16 حالة يومياً معظمها لكبار السن والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

وأكمل حديثه أن أقسى الصعوبات التي تواجه فريق الدفاع المدني هي مشكلة المحروقات التي أرتفع سعرها نظرا لفقدانها وبات سعر اللتر الواحد من البنزين يعادل أربعة آلاف ليرة سورية، ما يضع الفريق في مأزق حقيقي نظراً لكثرة الحالات وقلة المحروقات التي تقوم بتشغيل سيارات الإسعاف والإطفاء.

وقد شهد الحي مؤخرا حملة عسكرية شرسة باستهدافه بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والصواريخ والقناصة من مختلف الجهات وقد وُجهت عدت كتب للأمم المتحدة دون فائدة تذكر، ما دفع جميع شرائج الحي لإطلاق نداءات استغاثة لجميع منظمات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الإنسان لإنقاذ الحي وفتح المعابر الغذائية أمام ساكنيه وإدخال المساعدات الطبية والغذائية بأسرع وقت.

أخبار سوريا ميكرو سيريا