كيف تقرأ الأردن التدخل الروسي في سوريا


عمان – ميكروسيريا

أكد الكاتب الأردني بسام البدارين أن عمان باتت مدركة بأن نظام الأسد خرج من اللعبة، والتفاوض بعد الآن سيكون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة بعد دخول المعدات العسكرية الروسية الضخمة، والتي تهدف إلى بناء جيش نظامي جديد.

ويشير البدارين في مقال له أن مسؤولين في عمان، على علم بالتطورات الميدانية ويراقبونها عن كثب، يعتقدون أن نمو المساحة الروسية العسكرية في سوريا يعني نمو مشروع سياسي بالتوازي، يتوافق عليه أقطاب القوة في العالم والمنطقة.

وتعلم عمان بأن موسكو تشرف على “إعادة بناء وهيكلة الجيش السوري النظامي”، مما يؤكد أن المفاوضات بالشأن الروسي بعد الآن لن تكون مع نظام الأسد، حتى إن تمت عبره، بل مع بوتين وجماعته، حسب البدارين.

وتركز وجهة نظر المسؤولين الأردنيين على أن كثافة الوجود العسكري والتسليحي الروسي يعني عمليا أن نظام الأسد الحالي، لم يعد موجوداً وأنه انتهى أو شارف على الانتهاء. وبالتالي تدخل روسيا عسكريا حفاظا على مصالحها الحيوية في الساحل الروسي وحصتها من الكعكة.

ويلفت المقال، إلى أن عمان كانت تجد في التصدي الجدي لتنظيم “داعش” من قبل القوات الروسية مسألة لا يمكن إسقاطها من الحساب، خاصة عندما يتعلق الأمر برؤية ورصد جنود القوات الخاصة الروسية مدججين بالسلاح في مساحة جغرافية لا تقل عن ساعتين برا بالقرب من شمال الأردن.

وترى عمان أن فوائد التواجد العسكري الروسي لا تقف عند حدود تصفية ومواجهة “داعش” الذي يعتبره الأردنيون العدو الأول لهم، ولكنها تصل لمسافات أعمق أخرى من بينها وأبرزها الاستغناء عن جهود “قوات مريبة” من الميليشيات العسكرية تتبع “حزب الله” اللبناني أو الحرس الجمهوري الإيراني، خصوصا بعدما ظهرت هذه القوات في محيط درعا القريبة والملاصقة للحدود مع الأردن.

وأكد البدارين أن الأردنيون حصلو على وعد ضمني بأن مصالحهم لن تتضرر من العمليات العسكرية الروسية الوشيكة، إلا أنه شدد على أن البوصلة الأميركية الغامضة مازالت تربك عمان.

غير أن مجلس الأمن القومي الأردني قرر بعد تقييم ودراسة الوضع، إمكانية التعاون أمنيا واستخباريا مع الروس ووضع قاعدة المعلومات الأردنية عن هيكلية “داعش” بين أيديهم، إذا كانت خطوة من هذا النوع يمكن ان تؤسس لدور سياسي وإقليمي أردني أو لاحترام روسي للمصالح والمخاوف الأردنية، وذلك بعد أن تعطي واشنطن الضوء الأخضر على مشاركة الروس في الحرب ضد “داعش”.