أهالي بصرى الشام في حملةٍ لتنظيف مدينتهم

درعا: ميكروسيريا

أطلق ناشطون من مدينة بصرى الشام، حملةً لتنظيف أحياء وشوارع المدينة من آثار الدمار الذي خلفة القصف، وذلك يوم الأربعاء الماضي، السادس عشر من أيلول-سبتمبر، وبقيت مستمرة حتى الآن، على الرغم من تخلل أيام الحملة مجزرة مروعة في المدينة أودت بحياة ما يقارب من 25 مدنياً.

“ميكروسيريا” رافقت أهالي المدينة يوم الأربعاء الماضي في حملتهم لتنظيف المدينة، والتي شارك فيها مختلف شرائح المدينة. وخلال الحملة أجرينا حواراً مع “محمود العيسى” مدير المكتب الإعلامي في المدينة، أكد فيه أن هدف الحملة زرع روح التعاون بين الجميع.

وأضاف “العيسى” أن أهالي المدينة استطاعوا تجاوز المرحلة الأصعب المتمثلة بضبط الأمن في المدينة، والحفاظ على معالم المدينة، وتأمين الخدمات الضرورية، “وإن هذه الحملة اليوم تتوج أشهراً من العمل الشاق، فإبان انسحاب قوات النظام والميلشيات الطائفية من المدينة كانت نسبة الدمار في البنية التحتية تتجاوز الثمانين بالمائة، واليوم بفضل التعاون ما بين فصائل الجبهة الجنوبية وفعاليات المدينة، استطعنا إعادة الأمور إلى سابق عهدها، والحملة تهدف لإزالة آثار الحرب وتنظيف الطرقات العامة في المدينة”، حسب تعبيره.

وقال ناشطون من المدينة: “على ما يبدو إن قوات النظام لم يرق لها هذه الحال، ولن تسكت على نجاح أهالي المدينة بإدارة شؤون مدينتهم، وإيصال صورة حضارية تعكس الصورة الحقيقية للثورة السورية، فكان الرد سريعاً وبنفس المكان عندما استهدفت قوات النظام الساحة الرئيسية في المدينة بعد يومٍ من الحملة، مخلفةً العشراتِ ما بين قتيلٍ وجريح، في الأمس كانوا فرحين بتنظيف مدينتهم واليوم براميل النظام تفجع المدينة”.

وفي اتصال أجرته “كنا شركاء” مع أحد الناشطين في المدينة ويدعى “علاء الوادي”، أكد أن صمت العالم عن مجازر النظام هو من شجع النظام على الاستمرار في استهدافه للمدينة، وإن هدف النظام ومن خلفه إيران هو تدمير المدينة للانتقام من الأهالي، مضيفاً أن هذه الاستهداف سيزيد من عزيمة الأهالي والثوار على حد سواء.

بصرى الشام هي مدينةٌ تاريخيةٌ تتبع محافظة درعا، تبعد 40 كم عن مركز مدينة درعا وحوالي 140 كم عن دمشق وترتفع عن سطح البحر حوالي 850 متراً، كانت بصرى عاصمةً دينيةً ومركزاً تجارياً هاماً وممراً على طريق الحرير، الذي يمتد إلى الصين، ومنارة للحضارة في عدة عصور تعود لآلاف السنين، وكان الرسول الكريم محمد بن عبد الله، أثناء رحلاته التجارية إلى دمشق (الشام) قد مر ببصرى وقابل الراهب بحيرا المسيحي الذي تنبأ بنبوته.

أخبار سوريا ميكرو سيريا