سركيس نعوم: أربع عوامل وراء التغيير الروسي


اسطنبول ــ ميكروسيريا

ذكر الكاتب والصحفي اللبناني سركيس نعوم أربعة عوامل مهمة لعبت دوراً أساسياً في انتقال روسيا من مقدمة دعم محدود لرأس النظام بشار الأسد إلى الذهاب إلى أقصى حد في دعمه.

وقال نعوم في مقالتين متتاليتين نشرتهما صحيفة النهار اللبنانية إن أول العوامل تلك هو إدراك الكرملين أن “الطريق” إلى التسوية في سوريا التي حاول الروس شقّها بواسطة المعارضة المدنية بدت أضيق من أن تسمح للحلّ السياسي بالعبور، مع إصرار الدول الداعمة للمعارضة على رحيل الأسد قبل بدء المفاوضات.

العامل الثاني فيتمثل بالاتفاق النووي الإيراني، فأجندة موسكو الآن بحسب نعوم هي المحافظة على مصالحها ومصالح إيران، وذلك يؤمِّنه نظام صديق في دمشق يضمن حرية وصولها إلى الشواطئ السورية، ويحترم مصالح إيران في جنوب لبنان وسوريا.

وشكل تطور الوضع الميداني في سوريا العامل الثالث الذي أعاد موسكو إلى التشدد في دعم الأسد، حيث بدا واضحا خلال الصيف أن النظام لن يستطيع الصمود طويلا، مما دفع المسؤولين الكبار في روسيا إلى إجراء حسابات جديدة.

أما العامل الرابع والأخير فهو شلل أميركا في سوريا. إذ بدا واضحاً خلال الصيف أن إدارة أوباما لا تريد أن “تفعل” في سوريا أو لا تمتلك الإرادة لتحمُّل تبعات ما عليها أن تفعله. فمن جهة فشل برنامج تدريب مقاتلين معارضين معتدلين للأسد الذي قرّرته واشنطن قبل أشهر. ومن جهة أخرى بدا أن أهداف أميركا المتناقضة لم تسهِّل وضعها مقاربة قابلة للتنفيذ.

يذكر أن نعوم استند في تحليله إلى ناشطين في مركز أبحاث جدّي عربي يتابع الأزمة السورية عن كثب بتعقيداتها الإقليمية وتشابكاتها الدولية.