في ريف إدلب: الأضاحي أبرز طقوس عيد الأضحى المبارك


13

ميكروسيريا
يبدأ السوريون بالتحضير لعيد الأضحى المبارك، بتجهيز الحاجيات التي يتطلبها العيد، ويشهد التجهيز طقوساً يقوم بها الناس في الأيام التي تسبق العيد.
وفي ريف إدلب لا يختلف التحضير للعيد عن باقي محافظات سورية، بما يحتويه العيد من فرحة وقدسية.
ويعتبر شراء الملابس من أبهى الصور التي يعبر من خلالها الناس عن فرحتهم بعيدهم المبارك، وتأتي الملابس على رأس أولويات الأسرة، يليها تجهيز الحلويات، التي يقدموها للمعايدين، إذ يتهادى الأهل والأصحاب حلوى العيد في جو من السعادة، ويأتي كذلك التحضير للغداء يوم العيد.
ومع ارتفاع الأسعار ارتفعت أسعار الملابس بشكل كبير، وأسعار المواد الاولية التي يصنع منها الناس حلوياتهم، وغيرها الكثير من المنغصات التي لا يراها الناس حاجزاً أمام اكمال فرحتهم بالعيد.

تجهيز الحلويات والملابس:

14

وعلى عكس التحضير لعيد الفطر السعيد في ريف إدلب والذي يعتمد على تجهيز كعك العيد، فإن عيد الأضحى لا يتم فيه تجهيز الكعك، إنما يقتصر الأمر على شراء الحلويات من السوق، والتي شهدت أسعارها ارتفاعاً ملوحظاً هذا العام حيث سجل أرخص نوع حلويات ب800 ليرة سورية، نظراً لصعوبة تأمين المواد الأولية.
وعلى ارتبار أن اليوم الذي يسبق العيد يكون يوم الوقوف على جبل عرفة فإن السوريون كما باقي مسلمي الأرض يومون في هذا اليوم، وبعد الإفطار تبدأ السيدات والبنات، والأطفال بالتجول في الأسواق بحثاً عن انسب الثياب التي تناسب العيد، رغم موجات الغلاء الكبير.
تقول أم باسل: “الأسعار مرتفعة جداً حيث لا يقل سعر بنطال لطفلي والصغير عن ألفي ليرة، وفي نفس الوقت البضاعة ليست جيدة، لكنني مضطرة لشراء ألبسة العيد للأطفال، كون العيد مناسبة سعيدة، ونحن هنا تعبنا من الحرب ولم نعد نعبأ بقصف طيران النظام لنا”.
وفي شرح تفصيلي قال علي أحد الباعة: “سعر البنطاول العادي للولد 2000 والكنزة 1500 وحزام الخصر /القشاط/ 600 وجربات 250 وحذاء 2000 يكون متوسط طقم عيد اي طفل لا تقل عن 6100 ليرة، انه رقم كبير قياساً بدخل الناس هنا في الشمال السوري، لكن الاقبال جيد، فالناس مضطرة لتعيش الفرح مهما كلفهت الثمن”.
أم عمار ليست حالة منفردة، والتي همست لنا سراً أنها استدانت مبلغ 50 ألف لتشتري ثياب ولم تنتهي بعد تقول أم عمار: “لي شقيق يقيم في السعودية طلبت منه 50 ألف ليرة لأشتري ألبسة العيد لأولادي، اليوم انتهى المبلغ وبقي عندي ولد وأنا لم نشتري ألبسة العيد، كل شيء غال، لكننا سنعيش فرحة العيد رغم كل القهر”.
ويضيف أبو خالد وهو بائع ألبسة أيضاً: “الأمور تكون تمام في المحل، وكل القطع مرتبة، ولكن ومع دخول أول امرأة لتشتري ألبسة العيد، يقوم المحل ولا يقعد، فالسيدات يكون لديهن نهم على الشراء في العيد، هنالك امرأة استبدلت بنطلون جينز لولدها ستة مرات، ولكن مضطرون لمسايرة الزبون نظراً لموجات الغلاء”.

أضاحي العيد الطقس الأكثر حضوراً

12

ويحضر الناس لذبح الأغنام وتوزيع الأضاحي، وذلك بعد تجميع قائمة بأسماء العائلات التي سيتم توزيع الأضحية عليهم، يقول أبو سالم: “تعودنا في كل عيد ألا نشتري اللحمة للظبخ كون الأضاحي تكون موجودة وبكثرة، وهو أمر محبب عندنا في الإسلام، وهذا العام يشهد العيد إقبالاً ملفتاً على الأضاحي، من أشخاص وجمعيات”.
وفي السياق ذاته بدأت الجمعيات الإنسانية التي وقفت مع السوريين منذ بداية الثورة، بتوزيع مناشير وأوراق تذكر الناس بالأضاحي وأماكن توزيعها، كما تقوم جمعيات أخرى بتوزيع الأضاحي على المنازل. وبدأت جمعيات أخرى بمساعدة أرباب العائلات الفقيرة كي لا يكون لديهم غصة الفقر الى جانب غصة القصف والحرب، حسبما قال فضل العكل، وهو الذي يشرف على عدة مشاريع خيرية في إحدى بلدات ادلب، تعنى باليتامى وأسر شهداء الثورة السورية، يقول فضل: “انشالله سنعمل بكل ما اوتينا من قوة وجهد وعلى حساب وقتنا وبيوتنا لنسعد كل عائلة في يوم العيد، فهو عيدنا، ويوم فرحتنا كمسلمين، ونحن في عملنا نعتمد السرية في توصيل المساعدات قدر الإمكان، فهؤلاء الناس أهلنا، وجميعنا معرضون للفقر، الناس لبعضها، نتمنى عيداً مباركاً سعيداً للسوريين والمسلمين في كل بقاع الأرض”.
يضيف فضل: “كما قمنا بتحضير الأضاحي بعد التعاون مع الخيرين وبعض الأشخاص لتأمين وصول الأضحية لمن يستحقها، وهو طقس ديني معروف في الإسلام، ونسأل الله أن يكون عيد خير على الاسلام والمسلمين”.

زيارة المقابر:

15

بعد صلاة الفجر، يبدأ الناس بالذهاب الى المقابر، ليزوروا موتاهم، وكأنهم يقولون لمن مات، اننا نعايدك قبل أن نعايد الأحياء، وعلى المقبرة يجتمع المقربون، ويتهادون أغصاب الرياحين مابين بعضهم البعض، واضعينها على قبور موتاهم، ويسقون القبور ماءاً ويدلكون التراب، يقرأ الناس الفاتحة ثم يعودون للمنازل، لتكون قد بدأت صلاة العيد.
وفي الحارات تبدأ طقوس العيد مع تكبيرات الجوامع، ورائحة القهوة المرة، لتبدأ الشوارع تزدان بضحكات الأطفال وألوان ألبستهم الزاهية. ولكن زيارة المقابر بعد الثورة لها طعم مختلف، فقد طوى الثرى الكثير من الأحبة شهداء في سبيل حرية وكرامة طالما اشتاق إليها السوريون.. وطالما ذاق الأدالبة مرارة الحرمان منها في عهد الأسد الذي همش المحافظة وأهملها وحرمها من التطوير!

أخبار سوريا ميكرو سيريا