‘فصل جديد لمسرحية النظام: اختفاء أمين حزب البعث ورئيس اللجنة الأمنية بالسويداء’

24 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2015

4 minutes

جديع دواره: ميكروسيريا

وجدت سيارة رئيس اللجنة الأمنية وأمين فرع حزب البعث بالسويداء، شبلي جنود محروقة على طريق صلخد قرب مقام عبد مار، وفقد الاتصال معه منذ ساعات، فيما لم يتم الكشف عن مصيره.

وبحسب مصادر موالية فإن جنود اختفى اليوم الاربعاء وغير موجود لا في منزله ولا في كل الأماكن التي اعتاد أن يوجد بها، وهواتفه الخليوية مغلقة.

وفي إشارةٍ لافتة حذرت تلك المصادر من أي سيارة مشبوهة متجهة غرباً او شرقاً (المقصود باتجاه درعا او باتجاه البادية السورية)، طالبة القبض عليها حتى لو كان “جنود” بها وأعطى الامر للمساح بالمرور، في محاولة للإيحاء بأن مصير الرجل في يد الفصائل المقاتلة في درعا، أو في يد “داعش” التي تسيطر على البادية السورية.

ورجح ناشط معارض من السويداء، في تصريح لميكروسيريا، بأن يكون “جنود” قد لقي حتفه على يد النظام، وأن مخابراته تريد إكمال مسرحية مقتل شيخ الكرامة أبو فهد وحيد البلعوس ورفاقه، لإيصال عدة رسائل إلى السويداء.

الرسالة الأولى  تريد من خلالها إثبات صحة الرواية التي قدمتها بأن جبهة النصرة (والتكفيريين عموماً) وراء التفجيرات التي حدثت مطلع الشهر الجاري بالجبل، وأدت الى مقتل العشرات بينهم “البعلوس” وبعض قادة مشايخ الكرامة، وبمقتل أو اختفاء “جنود” اليوم، يعني أن المستهدف هم الموحدون الدروز عموماً بصرف النظر عن موقفهم  من النظام، وذلك لخلط الاوراق.

والرسالة الثانية، هي للموالين أولاً وللمعارضين ثانياً وللجبل عموماً، بأن الاغتيالات والتصفيات يمكن أن تطال الجميع، (ليس لديها كبير) طالما تمكنت من استهداف أهم رمزين بالمحافظة (معارضٍ وموالٍ)، وبالتالي على الجميع ان يتعظ وأن عليهم أن يقبلوا بوجود النظام “أهون الشرين”.

وحذر الناشط أن لا تنتهي المسرحية هنا، في انتظار الفصل الثالث، فالنظام هو صاحب المصلحة في حدوث المزيد من التفجيرات والاغتيالات، التي تثير الريبة والشكوك دون الوصول إلى نتيجية قاطعة، خاصة أنه عاد للإمساك بزمام الأمور في المحافظة بعد ان فقد هيبته ورصيده، وسيفعل كل ما بوسعه للاستمرار في احكام قبضته على الجبل.

وكانت محافظة السويداء شهدت مطلع الشهر الجاري تفجيراتٍ استهدفت حركة مشايخ الكرامة، قتل على أثرها زعيم الحركة وحيد البعلوس والعشرات غيره، وأدى إلى انتفاضة الجبل واحتلال المباني الحكومية وتدمير تمثال حافظ الاسد وسط المدينة، وقدم النظام في اليوم التالي رواية بأن وراء التفجيرات جبهة النصرة والمجلس العسكري بالسويداء، وذلك عبر اعترافات بثها على قناة التلفزبون الرسمي لأحد الناشطين (وافد أبو ترابة) من السويداء، ما أدى بدوره إلى حملة للتظامن مع (ابو ترابي)  مطالبين بتسليمه للسويداء للتحقيق معه ومشككين في رواية النظام.

يشار بأن “جنود” يعتبر أهم شخصية موالية من أبناء محافظة السويداء، ويوصف بأنه “عراب النظام” و”كاتم اسراره” ويعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لابقاء المحافظة تحت السيطرة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا