قيادي في ألوية الفرقان : ما جرى في كناكر ليس مصالحة وإعلام النظام يراوغ

درعا: ميكروسيريا

عمل النظام في الفترة الأخيرة عبر وسائله الإعلامية على الترويج للمصالحات وتسليط الضوء عليها بشكل كبيرة، خاصة المصالحة التي جرت في بلدة “كناكر” أهم معاقل الثورة ريف دمشق الغربية، بينما أكدت ألوية الفرقان العاملة في المنطقة أنه لا يوجد مصالحة بالأساس، إنما هي تسوية أوضاع لبعض طلاب الجامعات والموظفين وبعض العازمين على الهجرة خارج البلاد.

“ميكروسيريا” أجرت حواراً مطولاً مع “سيف الدين” القائد العسكري لألوية الفرقان العاملة في ريف دمشق الغربي (قطاع كناكر)، تحدث فيه عن حقيقة المصالحة التي عرضها النظام على وسائل إعلامه، وأعداد الذين قاموا بما سماه النظام (المصالحة)، وعن أثر هذه المصالحة على عمل الثوار وحاضنتهم الشعبية، وأسباب استغلال النظام لهذه المصالحة إعلامياً، وأسباب تأخر العمل العسكري في ريف دمشق الغربي.

فعن حقيقة المصالحة وماهيتها قال “سيف الدين”، إن ما تم في يوم الأحد، العشرين من أيلول-سبتمبر، في مقر اللواء (121) –وليس في بلدة كناكر- ليس مصالحة كما روجت له قنوات النظام، إنما تسوية لأوضاع بعض شباب المدينة من طلاب الجامعات والموظفين وبعض الراغبين في مغادرة البلاد، وذلك خوفاً من الاعتقال التعسفي من قبل أحد حواجز قوات النظام.

وأضاف أنه ولم يكن بين الذين تمت تسوية أوضاعهم أي أحد من عناصر ألوية الفرقان أو غيره من الفصائل، وإن السلاح الذي تم عرضه على شاشات إعلام النظام، ليس تابعاً لأي فصيل وإنما تم أخذه من أهالي المعتقلين مقابل وعود النظام بإخراج أبنائهم من سجونه، وإن الذين تكلموا بصفتهم “مقاتلين غُرِّر بهم” لم يشتركوا في أي معركة ضد النظام وأهالي البلد يعرفونهم ويعرفون تاريخهم.

وأفاد بأن أعداد الذين قاموا بتسوية أوضاعهم لا يتجاوز العشرات، ولكن النظام سوق المشروع على أنه مصالحة لثوار بلدة كناكر، ووعد من سعى بالمصالحة بتحسين الوضع المعيشي للبلدة، “والأيام القادمة ستكشف كذب النظام وألاعيبه على المواطنين”، كما قال.

وعن سبب تأخر العمل العسكري في ريف دمشق الغربي، أفاد “سيف الدين” بأن أغلب مدن وبلدات الريف الغربي تشهد حصاراً من قبل قوات النظام والميليشيات الطائفية التابعة له، ولذلك فقد تأخر العمل العسكري فيها، “لكن الأسابيع القادمة ستشهد بحول الله تعالى أحداثاً تقض مضجع النظام، وسيكون هذا بجهود المخلصين من الفصائل، ولن نبوح بأكثر من ذلك وبالله المستعان من قبل ومن بعد”.

وأضاف: “أما عن موقف الفصائل مما يسميه النظام (مصالحات) فإن جميع الفصائل ترفض هذه المصالحات وتعتبرها نكوصاً عن طريق الجهاد، الذي عاهدنا الله أن نسير فيه حتى آخر قطرة دم، ونعتبره خيانة لدم الشهداء وتبديلاً لما تركونا عليه”.

وأكد أن ذلك لن يؤثر على الفصائل وأعمالها القتالية، “لأن ألوية الفرقان ومن معها من الفصائل لم ولن تكترث بها، وسيمضون في طريقهم غير آبهين لمن نكص على عقبيه، وأما عن شعبية الفصائل فالذي أراه والله أعلم أنها في ازدياد لأن النظام لن يفي بشيء مما وعد به هؤلاء الذين ساووا أوضاعهم، فلن يُفرج عن المعتقلين ولن يفك عن البلد الحصار، بينما لم يشهد الأهالي من الفصائل إلا الصدق والوفاء“، على حد تعبيره.

كما أضاف أن هذا النظام نظام غدر وكذب وخيانة، ولقد حاول ملياً اختراق صفوف الثوار محاولاً تشتيت الفصائل وتفريقهم، كما يحاول الضغط عليهم من خلال المدنيين مستغلاً الأوضاع المعيشية وطول الازمة، ولقد استغل إعلام النظام هذه التسوية، لأنه يمر بظروف عصيبة من خسائر متتالية في إدلب والزبداني والغوطة الشرقية وآخرها على أسوار مدينة دمشق، فاستغل هذه الفرصة لرفع معنويات عناصره وميليشياته.

وختم “سيف الدين” حديثه قائلاً: “ونحن في ألوية الفرقان لم ولن يشارك أحد منا في هذا العمل وهذا المشروع، الذي يضر بثورتنا ونشاطاتها، وفي حال اشتبه على أحد مجاهدينا ذلك فسوف تتم محاسبته وفق دستور ألوية الفرقان الداخلي بالعقوبة المستحقة”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا