بيان لحزب الجمهورية: الزبداني، الفوعة… الجريمة التي يحتفي بها العالم


download

الزبداني، الفوعة… الجريمة التي يحتفي بها العالم

أيها السوريون:

منذ أشهر عديدة، يحكم حزب الله الإرهابي وميليشيات الطغمة الحاكمة، حصارهم على مدينة الزبداني بشكل كامل، مانعين الدواء والغذاء من الدخول، فضلاً عن عمليات القصف المكثف بكل أنواع الصورايخ والقذائف المدفعية والبراميل المتفجرة، ما أدى إلى سقوط عدد يصعب تقديره في هذه اللحظة من المدنيين شهداء وجرحى. هذا الحصار هو جريمة حرب كاملة الأركان وفق ميثاق روما المؤسِّس للمحكمة الجنائية الدولية، وكذلك وفق اتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكولات الملحقة بها عام 1977.

لقد عانى أهلنا في الزبداني معاناة شديدة في ظل صمت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والقوى الدولية الكبرى، فضلاً عن الحكومة اللبنانية التي نحملها مسؤولية كل فعل يقوم به حزب الله الإرهابي في سورية. والمثير للاستغراب والريبة أنه في ذروة هذه الجريمة قد تعالت بعض الأصوات الدولية تطالب بالتعاون مع الأسد، وكأنها تريد أن تكافئه على ما ارتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفي الوقت نفسه، فرضت بعض الفصائل العسكرية المقاتلة حصاراً على بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما عشرات آلاف السوريين، وهذا أمر غير مقبول ولا يمكن أن يؤسس لبناء وطن سوري، فنحن ندين حصار المدن والبلدات، في سياق الحرب التي فرضت على السوريين، أياً كانت الجهة التي تقوم بهذا العمل، لأنه يُحمِّل المدنيين أوزار أعمال القتل والقصف والجرائم التي قام بها جزء منهم في أي منطقة، وذلك على الرغم من معرفتنا أن ذلك جاء في سياق التخفيف من وطأة حصار الزبداني على أهله، وأن نظام الطغمة الحاكمة يتحمل المسؤولية الكبرى في وضع السوريين في مواجهة بعضهم بعضاً.

بعد أن تمت الهدنة بين وفد الفصائل المقاتلة والوفد الإيراني، ومع تفهمنا للأحوال والأوضاع التي دفعت المقاتلين في الزبداني للقبول بالهدنة وفق الشروط المعلن عنها، نرى أن من واجبنا التحذير من التداعيات السلبية المستقبلية التي يمكن أن تطال البنية الوطنية بكاملها من جراء هذه الهدنة ومثيلاتها، فقد نجح الإيرانيون في جرنا إلى ثلاثة مستويات كنا نتمنى كسوريين تجنبها.

هذه المستويات الثلاثة هي: أولاً، وضع منطقة سورية مقابل منطقة سورية أخرى بسبب اختلاف المذهب لأهل المنطقتين، وهذا أمر مرفوض ولا يمكن قبوله، فكل أرض سورية سواء، وجميع مواطني سورية متساوون في القيمة والاعتبار والحقوق أياً كانت عقائدهم الدينية أو مذاهبهم أو أعراقهم أو راياتهم السياسية. ثانياً، شرعنة الوجود الإيراني في وطننا وتصوير إيران كحامٍ للشيعة في سورية، وهذا أمر مرفوض أيضاً، كما نرفض بالدرجة ذاتها أن يتنطع غير السوريين لتمثيل فصائل سورية مقاتلة وإعلان الهدن باسمهم. فالمسلمون والمسيحيون في سورية، أياً كانت مذاهبهم، هم سوريون، ولن يمثلهم إلا السوريون أنفسهم، ولن نقبل في أي لحظة أن تقوم أي دولة أو جهة إقليمية أو دولية بتمثيل أي مواطن سوري أو النيابة عنه، فالسوريون لا يمثلهم إلا سوريون، وسورية للسوريين ولن تكون لسواهم. ثالثاً، تحقيق سابقة خطرة قد تؤدي لاحقاً إلى بلقنة سورية عبر تحريك كتل سكانية من مكان إلى آخر، وخلق مناطق ذات تجانس مذهبي أو عرقي، وهذه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية لا يمكن قبولها.

أيها السوريون:

لقد فرّطت الطغمة الحاكمة بجميع الثوابت الوطنية منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة العظيمة، واستجلبت جميع مرتزقة الأرض ليقتلوا السوريين على أرضهم، وألغت مفهوم الوطن وسيادته واستقلاله، وها هي تحاول اليوم إلغاء مفهوم المجتمع السوري الواحد.

إن وقوفنا ضد الطغمة الحاكمة وانتصارنا عليها يعني حكماً التمسك بوحدتنا الوطنية ورفض التدخل الأجنبي في شؤوننا وحماية استقلالنا. تلك هي قيم ثورتنا العظيمة، ثورة الجميع ومن أجل الجميع، ثورة حرية وكرامة، ضحى مئات آلاف السوريين بحياتهم من أجلها، ويفترض بنا جميعاً ألا نسمح لإيران أو سواها بتحويلها إلى مجرد صراع بين ميليشيات شيعية وأخرى سنية، وكلنا يقين أن السوريين، بعزيمتهم وإرادتهم وتوقهم للحرية، سينتصرون في المآل.

عاشت سورية حرة أبية

اللجنة التنفيذية لحزب الجمهورية – المكتب السياسي     26 أيلول/ سبتمبر 2015

أخبار سوريا ميكرو سيريا