رايةٌ كبيرةٌ لـ “حزب الله” ترفرف في أحد أهم مساجد دمشق
28 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2015
دمشق: ميكروسيريا
عمدت السلطات الأمنية في قوات النظام داخل العاصمة إلى تفعيل قرار قديم يوجب على من يريد استئجار منزل في المدينة، الحصول على موافقة أمنية من فروعه المتواجدة في المدينة، يأتي ذلك بعد انتشار فوضى بيع العقارات المزورة، من قبل تجار العقارات في دمشق، حيث يقومون بتزوير أوراق العقارات وبيعها دون علم مالكها، مع تواطئ المحامين والموظفين في مصلحة العقارات.
فاستغلت قوات النظام وأجهزتها الأمنية هذا القرار للتضييق على أهالي مدينة دمشق ممن يريد استئجار منزل في المدينة، فحرمتهم من الموافقة الأمنية، كذلك حرمت أهالي الريف الدمشقي والمحافظات الأخرى من أهل السنة ممن يريد استئجار منزل في مدينة دمشق، وخاصة في المناطق الحساسة من العاصمة دمشق والأحياء الدمشقية التي تتواجد فيها أفرع أمنية، مثل مركز المدينة والأحياء الشرقية وركن الدين وغيرها.
ويرى سكان العاصمة أن السلطات الأمنية تحاول إسكان الميليشيات الطائفية الموالية له وعوائلهم بدلاً من سكان دمشق الأصليين، فباتت تنتشر هذه الميليشيات وخاصة الشيعية منها في دمشق القديمة ومحيط مقام السيدة رقية، ومنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة، وقد اختاروا هذه المناطق بحسب معتقدهم الديني فيقومون بحماية هذه المقامات ومنع الثوار من التقدم إليها، ويستقبلون بشكل شبه يومي أعداد كبيرة من شيعة لبنان والعراق وإيران لممارسة طقوسهم الدينية عند هذه المقامات، وسط خوفٍ من أهالي تلك المناطق وعدم قدرتهم على فعل شيء.
وفي اتصال أجرته “ميكروسيريا” مع الناشط “عدنان الكاتب” المتواجد في مدينة دمشق، أفاد أن ظاهرة إسكان عوائل الميليشيات الطائفية باتت تنتشر بشكل واسع، مع إظهارهم لمعتقداتهم وممارستهم لطقوسهم الدينية في ظل رضى النظام، كما تعدى اغتصاب الميليشيات الشيعية البيوت إلى المساجد، فقد قام عناصر تابعة لميليشيا “حزب الله” اللبناني بالاستيلاء على مسجد ومجمع “يلبغا” ورفع راية كبيرة له على البوابة الداخلية للمسجد المتواجد في ساحة المرجة في دمشق مقابل مبنى المستشارية الإيرانية، والذي قام النظام بإعادة إعماره منذ قرابة العام بعد إهماله لعشرات السنين ومنع إصلاحه بحجج واهية.
ويعتبر مسجد ومجمع “يلبغا” من أهم مساجد العاصمة دمشق وصروحها الدينية، ويعود لعصر المماليك، ويديره في الوقت الحالي من الناحية الدينية، مجمع كفتارو ومجموعات القبيسات النسائية، الذين يعلن جميع رموزهما الولاء المطلق للنظام في حربه التي يخوضها ضد شعبه.
وأفاد ناشطون بأن الميليشيات الطائفية الذين يقطنون أحياء يعيش فيها أهل السنة مثل حي نهر عيشة ومنطقة الجورة في حي الميدان وحي التضامن، تقوم بالتضييق على السكان والإساءة إلى أعراضهم وقطع الماء والكهرباء عن بيوتهم، “وعندما يمر أصحاب هذه البيوت بالقرب من هذه الميليشيات يستوقفونهم ويسالونهم: “متى ستبيعون منزلكم فنحن نريد شراءه منكم، وإياكم أن تبيعوه لغيرنا”، كما وثق ناشطون العديد من الحالات ممن باعوا بيوتهم وكل ما يملكون وهاجروا خارج البلاد بسبب معاملة هذه الميليشيات لهم.
يأتي هذا كله ضمن مساعي النظام لمكافئة الميلشيات الطائفية المقاتلة في صفه، بعد أن باتت قوات النظام عاجزة عن صد هجمات الثوار والمحافظة على مناطقها كهد أدنى، وهذا ما أكده رأس النظام “بشار الأسد” في أحد خطاباته حيث قال: “الوطن ليس لمن يسكن فيه وليس لمن يحمل جواز سفره أو جنسيته، الوطن لمن يدافع عنه ويحميه”، وقبل ذلك أصدر مرسوماً يقضي بتقديم المنازل الفارغة من سكانها في دمشق لعائلات الميليشيات المقاتلة في صفه.
وهو ما يؤكد المخاوف من عملية تغيير تركيبة السكان في العاصمة دمشق وفق المعايير الطائفية.