“التل” مدينة المليون نازح في ريف دمشق تدخل شهرها الثالث من الحصار


التل - دمشق

يوسف البستاني: ميكروسيريا

يسعى النظام بشكل مستمر لزعزعة الاستقرار في المناطق الخارجة عن سيطرته، ومنها مدينة “التل” في منطقة القلمون في ريف دمشق، والتي شارك أهلها في الثورة منذ بداياتها، لذلك تبقى دائماً في الجدول الدموي للنظام ولو حاول أهلها وثوارها التهدئة.

ويأتي حصار مدينة التل في ظل هجوم غير مسبوق على مدينة الزبداني التي تعتبر أهم معاقل الثوار حالياً في القلمون الغربي، ومدينة التل من أكبر التجمعات السكنية في القلمون وهي الأقرب إلى العاصمة دمشق، حيث تبعد فقط أربعة عشر كيلو متراً عنها.

وفي حديث لـ “ميكروسيريا” مع الناشط “حازم القلموني” صرح أنه منذ عام 2013، جرى اتفاق بين الثوار في داخل مدينة التل وقوات النظام للتهدئة داخل المدينة، حيث تحتوي مدينة التل عدد كبير من النازحين، والذي يقدر بمليون نسمة بالإضافة لعدد السكان الأصلين والذي يبلغ مئة وخمسة عشر ألف نسمة.

وكان الاتفاق بين الطرفين يقضي بوقف القصف من قبل قوات النظام بالإضافة لوقف الحملات العسكرية على المدينة ومع دخول عناصرها إلى داخل المدينة، مقابل إيقاف أي عمل ثوري داخل المدينة من قبل الثوار ضد قوات النظام، وعلى أساس هذا الاتفاق تمركزت قوات النظام على أطراف المدينة.

ومع ذلك خرقت قوات النظام الاتفاق مرات عديدة بقصفها للمدينة، ما أدى إلى إصابات عديدة بين صفوف المدنيين، قابله التزام تام ببنود الاتفاق من قبل الثوار.

وأضاف “القلموني” بأن فتيل الأزمة اشتعل بعد مقتل عنصر لقوات النظام داخل المدينة، مع العلم بأن الاتفاق ينص على عدم دخول عناصر قوات النظام إلى داخل المدينة، بعدها فرضت قوات النظام في شهر تموز-يوليو حصاراً خانقاً على المدينة، ومنعت الأهالي من الدخول والخروج منها، كما منعت دخول المواد الغذائية إلى المدينة، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها.

كما لم تسمح قوات النظام لأي منظمة إنسانية أو إغاثية، أو حتى منظمة الهلال الأحمر من دخول مدينة التل، كما منعت إدخال حليب الأطفال والمواد الطبية إلى المدينة.

وأفادت الناشطة الإعلامية “أمل القلمونية” بأن النظام يسعى إلى الضغط على أهالي مدينة التل في محاولة منه لإفراغها من سكانها، واستخدامهم كورقة ضغط على ثوار مدينة الزبداني، فقامت هي وعدد من النشطاء بإطلاق حملة إعلامية تحت مسمى “أنقذوا مدينة التل”، تهدف إلى تسليط الضوء على ما يقاسيه أهالي المدينة من حصار ومعاناة، في ظل تهميش إعلامي كبير.

وأضافت “القلمونية” بأن مصير مدينة التل يبقى مجهولاً كبقية المناطق المحاصرة في الجنوب الدمشقي والغوطتين، حيث تعاني تلك المناطق من الحصار منذ أكثر من ثلاث سنوات، “ويقف المجتمع الدولي عاجزاً عن تقديم أي حل يخفف من معاناة آلاف المدنيين بما فيهم النساء والأطفال المحاصرين”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا