بشار الأسد التاجر الأبرز لنفط «داعش»..


37

حقيقة تقرها جميع المؤسسات النفطية وقوامها: التاجر الأول بالنفط مع تنظيم «الدولة» هو نظام الرئيس السوري بشار الأسد
بسام البدارين: القدس العربي

عدد الجنود الأتراك الذين قتلهم تنظيم «الدولة الإسلامية» ضمن مناوشات حدودية يصل إلى خمسة جنود فقط. ومؤخرا بعد نمو الضغط على الدولة التركية نفذت عمليات ضد تجمعات التنظيم بذراع الجيش التركي وتم تشديد إجراءات الحدود وخصوصا في القرى التي تقول تقارير الإعلام إنها تتضمن نقاط عبور لصالح «تنظيم الدولة».
الحملة التركية المعاكسة وخلال عشرة أسابيع انتهت باعتقال وتوقيف نحو عشرة آلاف شخص بينهم أتراك، بتهمة محاولة العبور بصورة غير شرعية لأراضي تنظيم «الدولة الإسلامية». وقصة «غض البصر» والتراخي الأمني لتأمين عبور المجاهدين الذين يلتحقون بـ»تنظيم الدولة»، حسب الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات أوتون اورهان، مجرد فبركات إعلامية تغذيها ماكينة إعلامية مناكفة لتركيا، إضافة إلى أنها ادعاءات لا أدلة عليها ولو توفرت هذه الأدلة لاصطادها خصوم تركيا وأعلنوها.
حتى المسؤولين الأتراك الذين قابلتهم «القدس العربي» اعترفوا بأن الحدود مع العراق وسوريا تشهد أحيانا نشاطا لصالح تنظيم «الدولة الإسلامية» او غيرها، لكنها مشكلات حدودية بكل الأحوال ليست مبرمجة ولا يمكن السيطرة تماما عليها ليس في تركيا ولا في أي مكان في العالم، إضافة إلى أنها مشكلات يحاول الجيش والأمن التركيان أصلا مواجهتها وبصفة يومية.
«إبتسامة ساخرة»، تبرز على وجه أورهان عندما تطرح «القدس العربي» سؤالا حول قصة «المتاجرة بالنفط مع دولة داعش»؟… والجواب على شكل استغراب من «جدية» طرح مثل هذه المسألة لأن دولة داعش تهرب او تبيع النفط المهرب، إما في الغالونات المحمولة على الأكتاف او على الدواب، او عبر أنابيب بدائية جدا تزرع في القرى الحدودية هنا وهناك.
المعنى ان تجارة تنظيم «الدولة الإسلامية» النفطية لا تغري تركيا بكل الأحوال لأنها تتعلق بكميات بائسة جدا، لذلك يبدو الاتهام مضحكا برأي الأتراك الذين يشيرون إلى أن دولة مثل تركيا غير نفطية لن تجازف برعاية عمليات بيع لنفط غير شرعي، مع التأكيد على حقيقة تقرها جميع المؤسسات النفطية وقوامها: التاجر الأول بالنفط مع تنظيم «الدولة» هو نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وفقا للرواية التركية الرسمية ما يحصل على الحدود مع سوريا والعراق هو نفسه ما يحصل على اي حدود في الكرة الأرضية، خصوصا مع دول فيها نزاعات وحروب أهلية حيث يوجد مزارعون وبحارة صغار يجتهدون في ابتكار اساليب التهريب البائسة التقليدية، وطبعا يوجد بين هؤلاء بعض الأتراك بدون شك لكنهم يجازفون بمخالفة القانون ولا تسيطر عليهم الدولة.
وعندما يتعلق الأمر بالمازوت والديزل والبنزين والمحروقات يتم تحويل كميات صغيرة جدا عبر انابيب بدائية مزروعة على أطراف حدود تزيد عن 1000 كيلومتر، حتى هذه الأنابيب يبحث عنها الجيش التركي ويدمرها لكنها سرعان ما تظهر في مكان آخر لأن التهريب لا يمكن السيطرة عليه تماما في حدود شاسعة لبلدان ملتهبة وبدون وجود دول مركزية تتعاون فيما بينها.
رغم ذلك يحدث ان تجارا أتراكا يقيمون عمليات شرعية للتصدير عبر الشمال الكردي للعراق فتنتقل البضائع وفقا لقياسات السوق ومتطلباته وهذا أمر طبيعي، فيما تدعم تركيا رسميا اللاجئين والنازحين على طول شريطها الحدودي مع سوريا وتقدم لهم المساندة بالغذاء والدواء والطعام والماء، خلافا لدعم علني وغير سري لمجموعات مسلحة تقاوم النظام السوري وهو دعم لا تخفيه أنقرة أصلا.

أخبار سوريا ميكرو سيريا