النظام السوري يتفق مع الأكراد وداعش في مصادرة أملاك الأهالي وتهجيرهم
2 تشرين الأول (أكتوبر)، 2015
قوات النظام تقوم بمصادرة المنازل التي هجرها أهلها، بفعل الحرب في البلاد وتستولي عليها مانحة أحد شبيحتها حق ملكيتها، بعد قيامها بشراء أوراق من «الطابو» بتواطؤ مع عدد من الموظفين فيه وما هي إلا دقائق ويصبح المنزل ملكا لعنصر النظام.
منار عبدالرزاق: القدس العربي
تتفق الأطراف المتصارعة في سوريا على مصادرة أملاك منافسيها، فضلا عمن غادرها مجبرا، حتى وصل الأمر برأس النظام فيها بشار الأسد للقول في خطابه الشهير «البلد لمن يدافع عنها» في إشارة واضحة إلى أن لا مكان للمهاجرين منها في العودة إليها، بعد أن تتم مصادرة أملاكهم ومنحها للميليشيات التي تقاتل إلى جانب قواته.
في الوقت ذانه يقوم «تنظيم الدولة» بمصادر أملاك من يغادر «بلاد المسلمين» واصفا إياهم بـ»المرتدين»، فيما لا يبدو الحال أفضل في المناطق الكردية، إذ سنت الأخيرة قانونا يمنح الميليشيات الكردية حق السيطرة على أملاك ومنازل من غادر مناطقهم، ومنحها للمقاتلين فيها، وتشير الأنباء الواردة من العاصمة السورية دمشق إلى أن الميليشيات الموالية للأسد قامت بمصادرة منازل المهاجرين منها، بعد قيامها بتغير ملكية العقار بمبلغ زهيد لا يتجاوز ألف ليرة سورية أي ما يعادل 3 دولارات.
ويقول صحافي مطلع من هناك فضل عدم الكشف عن هويته لـ «القدس العربي»قام النظام السوري بمصادرة المئات من المنازل في أحياء المهاجرين وبرزة البلد وجديدة عرطوز وغيرها من الأحياء والمناطق الدمشقية بحجة موالاة مالكيها للإرهابيين ودعمهم للإرهاب في البلاد، ويُشير المتحدث لـ «القدس العربي» إلى أن قوات النظام تقوم بمصادرة المنازل التي هجرها أهلها، بفعل الحرب في البلاد وتستولي عليها مانحة أحد شبيحتها حق ملكيتها، بعد قيامها بشراء أوراق من «الطابو» بتواطؤ مع عدد من الموظفين فيه وما هي إلا دقائق ويصبح المنزل ملكا لعنصر النظام.
ولا يقتصر دور مصادرة المنازل على قوات النظام، بل تقوم أيضا الميليشيات الطائفية القادمة من العراق أمثال «أبو الفضل العباس» بمصادرة أملاك العراقيين في العاصمة السورية، وهو ما حصل بالفعل إثر قيام تلك الميليشيات بالسطو على منزل تابع لمسؤول حكومي سابق في نظام صدام، بعد أن تخلع أبوابه، ويقول المسؤول العراقي السابق ويُدعى «أبو محمد» لـ»القدس العربي» لقد تلقيت اتصالا من قبل الجيران يخبرونني فيه بسيطرة ميليشيا «أبو الفضل العباس» على منزلي، ورغم علاقتي الجيدة مع عدد من المسؤولين السوريين إلا أنني لم أنجح في استعادة منزلي حتى الآن، مشيرا إلى قيام عدد من الأصدقاء بعرض مبلغ 50 مليون ليرة سورية علي كي أبيع المنزل لكنني رفضت، وها أنا اليوم أخسره لتسرقه الميليشيات.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يبدو حال المهجرين منها أفضل، إذ أن التنظيم قام بمصادرة أملاكهم من منازل ومزارع ووزعها على عناصره من المهاجرين.
ويقول العم «أبو محمد» من بلدة الراعي في الريف الشرقي من حلب، إن التنظيم قام بمصادرة منزله في القرية ومنحه لمهاجر تركي الجنسية، بعد أن طلب من ابني السكن مع العنصر المهاجر في نفس المنزل، وعندما رفض ابني الأمر قام عناصر من التنظيم بطرده من المنزل ومنحوا ملكيته للعنصر التركي.
ويبدي العم «أبو سمير» من مدينة الباب في ريف حلب الخاضعة لسيطرة «تنظيم الدولة» تخوفه من مغادرة المدينة، خوفا على مزرعته وسيارته من مصادرة التنظيم لها، حيث يقوم يعرضهما للبيع الآن، وبقول «أبو سمير» لا أستطيع مغادرة المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيم، إلا بعد بيع كافة ممتلكاتي خوفا من مصادرتها من قبلهم بعد مغادرتي، وهو ما حصل بالفعل لعدد من الأشخاص المهاجرين إلى الدول الغربية، حيث تمت مصادرة أموالهم من قبل التنظيم بحجة ذهابهم للعيش في كنف المشركين وتركهم لبلاد المسلمين، على حد قوله، لكن «أبو سمير» في الوقت ذاته يشدد على أن عناصر التنظيم لم يجبروه على بيع سيارته بعد رفضه المبلغ المفروض من قبل أحد عناصرهم كونه لم يلب رغبتي في البيع.
وقد أصدرت «الإدارة الذاتية الكردية» في منطقة «الجزيرة» في شمال سوريا قانونا لإدارة وحماية أموال المهاجرين والغائبين، ما اعتبره عدد من الأهالي هناك مقدمة للاستيلاء على أملاك الأكراد والآشوريين في المنطقة.
وقامت «وحدات الحماية الشعبية» بتهجير الأهالي والسيطرة على أملاكهم في القرى والبلدات التي سيطروا عليها في تل أبيض والقرى المجاورة لها، إذ يقول د. عمر دادا لـ»القدس العربي»: «قامت الوحدات بتهجير أهالي عدد من القرى في ريف تل أبيض وفي المدينة نفسها وصادروا أملاكهم، حيث كانت آخر أعمالهم تهجير أهالي قرية الملا برهو هناك، والبالغ عددهم 400 شخص، وصادروا أملاكهم، كما قموا بمصادرة أملاك عدد من العائلات في مدينة تل أبيض، وأشار دادا إلى أن الفرق بين التنظيم والوحدات الكردية، الأول يصادر أملاك مناوئيه من «الجيش الحر» والفصائل فقط، فيما تهجر الوحدات الكردية العرب وتصادر ممتلكاتهم في المناطق التي تسيطر عليها، وتحاول تغير الواقع الديموغرافي فيها.