قائد ميداني في معركة “وبشر الصابرين: المرحلة الأولى من المعركة انتهت

إياس العمر: ميكروسيريا

بعد انطلاق معركة “وبشر الصابرين” في ريف القنيطرة يوم الجمعة الماضية، بهدف فتح الطريق نحو غوطة دمشق الغربية، وإعلان فصائل الجبهة الجنوبية تحقيقها تقدماً نوعياً على جبهات القتال في المنطقة، التقت “ميكروسيريا” القائد الميداني في ألوية سيف الشام المشاركة في المعركة “أبو الحارث الحسن”، ليوضح آلية سير المعركة والنتائج التي حققتها.

هل انتهت المرحلة الأولى من معركة “وبشر الصابرين”؟ 

نعم انتهت المرحلة الأولى وفق الخطط المرسومة والتوقيت الزمني المتوقع، وكان هذا بنصر وتوفيق من الله أولاُ، والتقيد بالعمل الجماعي من قبل فصائل الجبهة الجنوبية، ثانياً.

ما النتائج التي حققتها المعركة في هذه المرحلة؟

النتائج المحققة على الشكل التالي: تم تحرير كل من سرية “طرنجة” وحاجزها، إضافة إلى تحرير منطقة مزارع الأمل التي كانت تحوي عدة نقاط تتمركز فيها قوات النظام، وتحرير حاجز الشرطة العسكرية على طريق (أوفانيا-نبع الفوار).

وخلال المعارك تم تدمير خمسة عشر دبابة وآلية عسكرية لقوات النظام، وذلك إما داخل النقاط العسكرية أو خلال استهدافها على طرق إمداد النظام، وكذلك اغتنام ثلاث دبابات وآليات وسيارات عسكرية، بالإضافة لمخازن أسلحة وذخائر متنوعة.

كما قتل خلال هذه العمليات ما يزيد عن ستين عنصراً لقوات النظام، من بينهم أربعة ضباط برتب مختلفة، وعدد من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني، وتم تدمير دفاعات لقوات النظام على عدة جبهات أخرى شمال المحافظة.

بما أنكم أصبحتم على أبواب بلدة “حضر” ذات الأغلبية “الدرزية”، ما هو موقفكم من البلدة؟ 

لم نحمل في يوم من الأيام أية نوايا سيئة تجاه بلدة “حضر”، ولكن تمادي الميليشيات في تلك القرى ووقوفهم بوجه الثوار ومساندتهم للنظام في المعارك الدائرة هناك، هو ما اضطرنا لمقاتلتهم في السابق، وخلال معركة “وبشر الصابرين” لم يتم مهاجمة تلك القرية، بل إن عدداً من أبنائها توجه لمساندة النظام في السرايا والنقاط العسكرية المستهدفة من قبلنا.

ولا شك أنه وفي حال تحرير كامل أهداف المعركة في المراحل القادمة، ستنقطع جميع خطوط الوصل بين بلدة حضر ومناطق سيطرة النظام، ونحن من جهتنا لن نعتبر ذلك حصاراً لهذه البلدة، بل سيتم فتح الطرق للدخول والخروج منها لمن يريد، ويراعى بذلك الضوابط الأمنية للثوار، كما سيتم معالجة الخلافات السابقة مع أبناء البلدة سلمياً.

هل تتوقع أن يتم فتح الطريق نحو الغوطة الغربية؟

إن أهم أهداف المعركة هو فتح الطريق إلى الغوطة الغربية باتجاه تجمع جبل الشيخ، وقد كان تحرير التلال الحمر قبل أشهر مقدمةً لذلك، وجميع المعارك والمناطق المحررة حديثاً تصب في خدمة هذا الهدف، وإن المعارك مستمرة لفتح الطريق بشكل كامل إلى هناك، وهو هدف ليس بعيد المنال وبإذن الله سيكون أقرب من المتوقع.

كيف كانت رد فعل قوات النظام على خسارتها لهذه الموقع؟ 

منذ اليوم الأول للمعارك والنظام يقوم بقصف عنيف جداً للمنطقة بكافة أنواع الصواريخ والقذائف، فخلال الاشتباكات يكون مصدر القصف من اللواء (90) وسراياه، ومن التلال المتواجدة في القنيطرة، وعند تقدم الثوار وتحرير أي نقطة تشتد وتيرة القصف ليشارك بها نقاط اللواء (121) والفوج (137) وجبل “سلح الطير” و “تل المانع” في ريف دمشق الغربي، والتي تقصف براجمات الصواريخ وصواريخ أرض-أرض، كما استخدام النظام صواريخ “الفيل” و”التوشكا” والصواريخ الموجهة.

كذلك يقوم النظام بتكثيف القصف الجوي بالبراميل المتفجرة بشكل عشوائي للمنطقة، وعلى مناطق قرى جبل الشيخ المحررة، انتقاماً من تلك المناطق، ويقوم النظام الآن باستقدام مؤازرات لتحصين ما تبقى له من نقاط في المنطقة.

ما أهمية المواقع المحررة؟

أهمية المواقع المحررة تكمن في مناطق اتصال محافظة القنيطرة بمحافظة ريف دمشق، وكان لتحرير حاجز الشرطة العسكرية أهمية في رصد مواقع لقوات النظام وقطع طرق إمداد رئيسية، لوقوعه على تقاطع طرق (خان أرنبة-نبع الفوار-أوفانيا).

كما أن أي تقدم في المنطقة يعني اقتراباً لفتح الطريق إلى ريف دمشق، وتضييق الخناق على قوات النظام في السرية (160) ومحيط بلدة “حضر”.

هل سيكون لهذه المعركة أثر على “مثلث الموت”؟

ستخفف المعارك شمال القنيطرة الضغط كثيراً عن جبهات مثلث الموت، وتعمل على إضعاف النظام وتشتيت قواه بحصار المناطق المسيطر عليها من الشمال والجنوب، وسيكون لها آثار في المستقبل تؤدي لتقدم الثوار في منطقة المثلث، واستعادة المواقع التي احتلها النظام مطلع العام الحالي.

أخبار سوريا ميكرو سيريا