‘قائد لواء شهداء الإسلام : الروس دخلوا سوريا بعد إفلاس الإيرانيين’
3 أكتوبر، 2015
ميكروسيريا
استطاعت مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، الصمود لسنوات في وجه آلة النظام العسكرية، رغم المحاولات المتكررة من النظام لاقتحامها، مستخدماً النخبة من قواته من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، بالإضافة إلى المرتزقة من جنسيات مختلفة، مدججين بكافة أنواع الأسلحة.
وأهم ما يميز مدينة داريا موقعها الاستراتيجي الهام، لقربها من مركز العاصمة دمشق ومطار “المزة العسكري” أهم معاقل النظام، ومركز شعبة المخابرات الجوية، إضافةً إلى عدم تعدد الفصائل المقاتلة فيها، مما ساعد على الانضباط وتوحيد الجهود العسكرية في المدينة المحاصرة.
“ميكروسيريا” التقت “أبو جمال” قائد لواء “شهداء الإسلام” العامل في مدينة داريا، وعضو قيادة الجبهة الجنوبية، للحديث عن الوضع الميداني في المدينة وحملات النظام المستمرة عليها، وكان معه هذا الحوار…
في البداية لو تحدثنا عن الميلشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام في داريا؟
لم يعد خفياً على أحد حالة الانهيار والضعف التي أصيبت بها قوات النظام، مع صمود مقاتلي المدينة في وجه محاولات الاجتياح المتكررة، وكمية الخسائر التي تكبدتها قوات النظام، فكان لابد لها من الاستعانة بقوة إضافية، في محاولة لإيقاف الانهيار الذي أضحى مسألة وقت.
فدخلت في البداية ميلشيات حزب الله اللبناني مدّعية الدفاع عن مقام “سكينة” المزعوم في داريا، والذي يعرف الجميع قصته التي لا يتجاوز عمرها العقدين، ومن باب حماية المقدسات بدأت المرتزقة بالدخول لتتواجد في ساحة المعركة بشكل واضح، محاولة إطالة أمد الانكسار الحتمي للنظام، وهذا ما ظهر جلياً في اضطرار روسيا للتدخل المباشر، بعد أن كانت تخوض حرباً بالوكالة، عن طريق المليشيات الطائفية التي دعمتها بالسلاح والعتاد والغطاء السياسي.
هل يخيفكم التدخل العسكري الروسي الأخير؟
ظهرت هذه الحالة من التوجس سابقاً مع تصريحات إيرانية أقرت بدخول قوات الحرس الثوري الإيراني إلى ساحة القتال الدائرة، ثم ما لبثت أن أعلنت إفلاسها بدخول القوات الروسية حالياً، وإذا ما أجرينا مقارنة بسيطة نجد أن فرصة الإيرانيين وما قبلهم من ميليشيات شيعية وحزب الله، كانت أوفر حظاً، بسبب تشابه الظروف البيئية، وتوافر التعبئة المذهبية والطائفية، هذان العاملان مفقودان لدى القوات الروسية البرية، مما سيجعل التدخل الروسي البري أوهن من سابقه، وأقرب للانهيار السريع.
أما ما يخص التدخل الجوي واستخدام الطائرات الحربية الروسية لمساندة النظام، متجاهلة كل الأعراف و القرارات الأممية، ومتخذة غطاءً دبلوماسياً عنوانه محاربة “داعش”، نقف أمام حالة عهر سياسي روسي يقابله خذلان واجترار لإدانات لا تسمن ولا تغني من جوع، وسيعود بالضرر على الدول العربية التي أخذت موقف الحياد السلبين أمام تعاظم الدور الروسي الذي يعود بنا إلى أيام السبعينيات، والفترة التي سبقت طردهم من قبل السادات، وما سيتبعه من خلل في ميزان القوة، والذي تسعى روسيا لتعظيم حصتها مما تخال أنه الكعكة السياسية السورية.
موقفكم من أصدقاء الشعب السوري وتحديداً بعد التدخل الروسي الأخير وعدم تحريك ساكن؟
مازلنا نأمل من الدول العربية خاصة وأصدقاء الشعب السوري بشكل عام، الوقوف على قدر مستوى تضحية الشعب السوري الصامد في وجه هذا الاحتلال الروسي الصريح، وتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، وتقديم الدعم العسكري المتمثل بتوفير مضادات الطيران، التي تستطيع من خلالها قوات المعارضة تأمين حماية المدنيين من القصف، أو توفير المناطق الآمنة من خلال حظر للطيران الحربي، وتواصل الحراك السياسي الفعلي تجاه الضغط على روسيا لإيقاف تدخلها لصالح نظام يقوم بإبادة شعبه على مدى خمس سنوات.
هل من الممكن فتح طريق نحو المدن المحاصرة بغوطة دمشق الغربية وتحديداً بعد المعارك الأخيرة في ريف محافظة القنيطرة الشمالي؟
بما يخص فصائل حوران والمنطقة الجنوبية، نعتقد أن العمل العسكري الهادف لفتح طريق لغوطة دمشق الغربية، هو البوصلة ومفتاح الخلاص الذي انتظرته سوريا طويلاً، والذي نأمل بأن تكون معركة “وبشر الصابرين” أول بشاراته، إذ سيكون وجود الجيش الحر بهذا الثقل على مشارف العاصمة دمشق له أثر كبير على مسار الثورة، ولن يبقي الوضع السياسي على ما هو عليه الآن من الحياد السلبي.
وعن الوضع الميداني في غوطة دمشق الغربية
فيما يخص جبهات الغوطة الغربية، أغلبها محاصر يحاول الخلاص بكل ما أوتي من مقدرة بشرية وتجهيز، ولا يدّخروا جهداً لذلك.
وآخر هذه المحاولات كانت معركة “لهيب داريا”، التي أطلقها لواء “شهداء الإسلام” تحت ضغط الحصار المطبق على المدينة، والتي هدد من خلالها مطار المزة العسكري وفرع المخابرات الجوية، رغم ضعف الإمكانيات، ونتكلم هنا عن أساسيات الحياة لا الحرب.
وعلى أمل فك الحصار ووصول قوات الجيش الحر في درعا والمنطقة الجنوبية، يقاتل ويصمد المحاصَرون في ظل ظروف صعبة للغاية.