العقيد سعد الدين لـ “كلنا شركاء”: النظام عمد على تصفية رموز السويداء الذين تعالت أصواتهم ضد الظلم


العقيد قاسم سعد الدين لـ ميكروسيريا الأردن هو المستفيد في حال دخلت السويداء بوصايته لا العكس

: ميكروسيريا

تعالت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات المنادية بمنح محافظة السويداء حكماً ذاتياً، وصدرت هذه المطالبات بمعظمها من عدد من مثقفي الطائفة الدرزية في المهجر، الذي رأوا أن مصلحة المحافظة تكمن في منحها استقلالاً جزئياً وتحت وصاية الأردن المجاورة.

العقيد الطيار قاسم سعد الدين قال في حديثٍ مع “ميكروسيريا” بأن أهالي السويداء ممن يريدون هذا الحل لمحافظتهم يظلمون أنفسهم علاوةً على ظلم النظام لهم، فالذين يطالبون بالحكم الذاتي تحت الوصاية الأردنية كما هو الحال بإقليم كردستان العراق، يدافعون عن مشروعهم هذا بقولهم إن السويداء تمتلك مخزوناً كبيراً من المياه، فهذا الأمر سوف يرحّب به الأردنيون ويتم الاستفادة من موارد المياه وليس العكس على حد قولهم، بأن الأردن هي المستفيدة.

وهذا ما يراه العقيد “سعد الدين” ظلماً من الدروز لأنفسهم، وعلى عكس إقليم كردستان في العراق الغني بالموارد النفطية والزراعية والمتميز بامتداده الجغرافي مع المناطق الكردية في تركيا وسوريا، فإن الأردن لا يمتلك أياً من هذه الثروات وعلى العكس سيكون الأردن هو المستفيد من الثروات المائية التي تتميز السويداء بها.

وأضاف أنه في حال تم تنفيذ الحكم الذاتي للسويداء، فهو يعطي الذريعة لبقية الطوائف للانفصال، وبالتالي ستكون السويداء ضمن سجن كبير، سيؤدي إلى عول دروز السويداء عن دروز بقية المناطق في سوريا كدروز جبل السماق في إدلب ودروز جرمانا وصحنايا، وكذلك دروز لبنان وفلسطين. كما أن استقلال السويداء سيحرمها من الموارد النفطية والزراعية الموجودة في سوريا الأم.

وأشار العقيد “سعد الدين” إلى أن النظام على مدى خمسة عقود ظلم السويداء، من خلال اعتماده على بعض مشايخ العقل من الطائفة الدرزية وبعض المواليين له لكي يحكم قبضته عليها، “فمن المعروف للجميع الترابط الديني للموحدين الدروز، فكان دورهم تنفيذ سياسة حافظ الاسد بتجويع المحافظة وقطع سبل الحياة فيها وتهميشها على كافة الصعد”.

وقال: لو لاحظنا لا يوجد فيها معامل أو مصانع ومنطقة السويداء لا يوجد فيها موارد زراعية ولا نفطية ولا صناعية مما أضطر معظم شبابها للهجرة الى دول امريكا الجنوبية والخليج العربي لكي يساعدوا ذويهم بالمعيشة بالإضافة الى عدم إحصاء العدد السكاني بشكل صحيح لكيلا يتم تمثيلهم بالحكومة والجيش إلا بنسبة قليلة جداً. علاوة على أن النظام عمد على تصفية الرموز في السويداء الذي تعالت أصواتهم ضد الظلم والاضطهاد، من أمثال سليم حاطوم وكمال جنبلاط وشبلي العيسمي والقائمة تطول، وأخرها تصفية رجال الكرامة بقيادة الشيخ وحيد البلعوس.

وحول تخوّف الدروز من إجبارهم بالقوة بالالتحاق بالمسلمين السنة وإجبار نسائهم على لبس الحجاب كما حدث في بعض مناطق جبل السماق، أكد على أنه على مدار مئات السنوات من حكم السنة للبلاج، لم يذكر “الأخوة بالطائفة المعروفية” إجبارهم على تغيير معتقداتهم، وإذا كان هناك حالة فردية لا تعمم على كل الطائفة السنية، وانتهت هذه الاشكالية بوقتها.

ورداً على سؤالٍ عن تخوف طائفة الموحدين الدروز من تنظيم “داعش” والمتشددين، أجاب العقيد سعد الدين بأن كل هجمات التنظيم وجرائم قتلهم طالت السنة، فلا يوجد دروز بالمنطقة الشرقية في الحسكة ودير الزور والرقة ولا ريف حلب، ولذا برأيه فإن هذا الخوف غير مبرر.

وتوجه العقيد قاسم سعد الدين بالنصح إلى من أسماهم “أخوتي وأهلي في الطائفة المعروفية”، بأن “السنة هم الحضن الدافئ لكم وهو الحامي وأنتم بالقلب ولم نعرف الطائفية إلا عندما أتى نظام الأسد، وشاهدوا التاريخ، السنة سلموا قيادة الثورة السورية الكبرى الى سلطان باشا الأطرش”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا